كلمات إلى والدي المغفور له ان شاء الله
الثلاثاء ( 53 )
21حزيران2011

(1)
"ما قبل الثلاثاء"
 دولة تحرسها عيناك، وشعبها  فقط " أنا "
 
"الثلاثاء"
مدينة لا لون لها ... صوت يتلاشى كإسطوانة في غاية الكآبة، ولكننا نرغب سماعها بشدة
 
"ما بعد الثلاثاء"
لا يوم يستحق الذكر
كرس التاريخ نفسه للإنكسارات
الوقت أعلن العصيان
لا مكان يلجأ إليه زهر اللوز في غيابك ، تركتَ له ثلاثاء ...
 لن يملك أحدهم بعد اليوم فرصة استنشاق ما تزهره محبرة سكونك الأخير ...
لا ثلاثاء بعد اليوم هنا ...
 للثلاثاء أماكن أخرى لا تشي بحزن هذا اليوم بين تراتيل الأسابيع القادمة  ...
 
لا تفسير لغياب " الجاردينيا "
 
(2)
كل محاولات الالوان بارتداء جسدي بائت بالفشل ...
خجلى هي من حزني ، متوارية تحت الوشاحات السوداء ، تطل برأسها ولا تفعل غير التذكر ...
 
كم من السواد يلزمني لأدرك أن ثمة لون للحياة غادر لوحاتي !!
 
(3)

كل شيء يستحضرك لي، كل شيء يقربك مني، وكل شيء يغتالني في غيابك ...
عندما تُلقي بي الروزناما إلى يوم آخر فارغ إلا – منك – ،،،،
أقتربُ منكَ أكثر
أشتاقُ إليكَ أكثر
لكني لا أعثر عليك
لا يعرفُ شيئا من قال أننا ننسى كلما مر الزمن ...
إننا نفتقد أكثر،
ووقتها " نتذكر أكثر "
 
(4)
لم يعترف بنا زمن، ومن أحببناهم لجأوا للتراب، دللناهم على قبورنا ، فأعجبهم صمت المقابر، وضجيج اشتياقنا أخذهم من منافي قلوبنا ،، وناموا حيث يجب نحن أن نكون
 
 (5)
الشمس فصل خامس تأتي به عيناك ...
فاقترب دون غيوم غياب خطاك ...
واحجب الظلام عني بقبلتين وصباح ...
 
(6)
جائعة للقائك، عطشى لعودتك، وكل ما بي يشكو من الجفاف، مرضي قاتل، وليس بهين أن يعترف بنا مرض قاتل كهذا، قد نرفضه في البداية، لكننا نعترف به شوقا لشيء لن يكون إلا إذا تألمنا بسببه ...
 
 
(7)
الذين يرحلون لا يأخذون  معهم سوانا ...
 يكرمون علينا برائحتهم، صباحاتهم، ثيابهم، خفقات خطواتهم، صخب ابتسامتهم وتراتيل أحاديثهم، ويبخلون علينا بالتمهل قليلا عند منعطف النسيان ....
لا يفسحون لنا أية فرصة لفقدان مؤقت للذاكرة
لا إجازة معهم من الذكريات
 
 
(8)
في الغياب لا شيء يواسينا سوى الحزن
في الحزن نلوم أنفسنا عندما ترتشف شفاهنا إبتسامة
عندما نبتسم يفر الضحك من أعيننا ويخجل من حزننا
الضحك صار مجرد “تراث ” لن نعثر عليه إلا معلقا  على جدران الآخرين
 
 (9)
ولأننا نحن من عبدنا كل الطرق التي تؤدي بنا لحزننا...
لن نكون بحاجة لنفتح قلوبنا إلا أمام الظلام ،،،
 وحده الظلام يملك الوجوه الحقيقية للآخرين
 
(10)
سيد الغياب :
أنت هو الشيء الوحيد الذي منحتني إياه الدنيا دون أن تنال مني ثمنه، ولكن الموت نال مني أنا وليس أنت ...