الجمعة | 26/04/2024 - 01:17 صباحاً - بتوقيت القدس
تلفزيون السلام - فلسطين : أثار مؤخراً حكم المنشد جدلاً واسعاً بين المواطنين بين مؤيد يعتبره رادع كاف للجرائم، وبين معارض يرى أن حكمه جائر كسوء الجريمة على الأقل، وعليه أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين قراراً نهائياً حول حكم "المنشد"، حسم فيه الجدل الدائر.
و قرر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، اليوم الأحد، تحريم الأخذ بحكم "المنشد" في القضاء العشائري في فلسطين، إذا تعارض مع كتاب الله وسنة نبيه.
جاء ذلك خلال نقاش عقده المجلس بحضور بعض رجال الإصلاح والعشائر، حول حكم المنشد في الإسلام".
وأصدر المجلس بهذا الخصوص قرارا جاء فيه: "القضاء العشائري في فلسطين مرجعه إلى العُرف السائد بين الناس، وقد انتشر بسبب عدم تطبيق الحدود الشرعية، كما أنه يتّسِم بسرعة البتّ في القضايا المطروحة، وسهولة تطبيق الأحكام، لوجود الشروط المُلزمة والكَفَل على التطبيق. وقد كان للقضاء العشائري ولا يزال دور بارز في حل النّزاعات والإصلاح بين المتخاصمين، وهو معتبر في الدولة، كرديفٍ للشرع والقانون في إحلال السِّلم الأهلي".
وأضاف المجلس:"ومن القضاء العشائري المتعارف عليه المَنشد، وهو أعلى درجة في القضاء العشائري، ويختصّ بقضايا العِرض، والشّرف، وحُرمات البيوت، ويتّصف حكمه عادة بالتشديد والتغليظ، حتى يكون رادعا وزاجرا، وحكم قاضي المنشد نهائي لا رجعة فيه، وليس لأحدٍ حق الاعتراض عليه، وعلى الأطراف المتخاصمة القبول به، ويكون في بيت قاضٍ عشائري معروف، ورث المكانة خلفا عن سلف".
ومن أهم الملحوظات التي سجلها مجلس الإفتاء على قضاء المنشد ما يأتي:
1- لا يُقرّ الشرع تحميل أقارب الجاني المتعمِّد تبعات الجريمة؛ لقول الله تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) فاطر:18، بينما في المنشد يلزمون عشيرة الجاني بدفع أجرة قاضي المنشد، وبكل ما يصدر عنه من أحكام.
2- الأحكام في المنشد لا تتناسب مع الجريمة؛ والقاعدة العامة في العقوبات أن التعزير يجب ألا يزيد عن مقدار الحدود، فالله تعالى يقول: (وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً) الإسراء 33.
3- الأجرة التي يتقاضاها قاضي المنشد مبالغ فيها جدا، وهذا الأمر يجعله هدفا للتكسّب وجمع المال.
4- وسائل الإثبات في قضاء المنشد تختلف عن الوسائل المقرة في القضاء الإسلامي.
5- القاضي في الشرع يُعيّن من قبل الدولة، ويكون قد وصل إلى درجة من العلم تُؤهّله لهذا المنصب، أما قاضي المنشد فإنه يتوارثه عن سَلَفه.
6- القضاء في الشرع يستند إلى الأدلة الشرعية والمواد القانونية الثابتة المستمدة من الشرع الحنيف، بينما قضاء المنشد يستند إلى ما قاله الأسلاف، فعند بدء النطق في الحكم يقول: "من عندي، ومن عند الرجال من قبلي".
7- القاضي في الشرع له جهة تحاسبه إن أخطأ، وهناك درجات للتقاضي يمكن الاعتراض لديها على الحكم، بينما المنشد ليس عليه رقابة، ولا مرجعية له، ولا اعتراض على حكمه.
وعليه، فإن مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين يرى أن المنشد –على هذا الوجه- لا يجوز الحكم به، ولا التحاكم إليه، ولا الاستعانة به، وعلى المسلمين أن يتحاكموا إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل شيء.
الفجر | 04:30 |
الظهر | 12:37 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:16 |
العشاء | 08:45 |