تلفزيون السلام - فلسطين : احتشد مئات الآلاف من أنصار حركة حماس، اليوم الأحد، في قطاع غزة لإحياء الذكرى الـ 31 لانطلاقة الحركة تحت عنوان "مقاومة تنتصر .. وحصار ينكسر".

وتوافد مناصرو الحركة إلى ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة منذ ساعات الصباح الباكر، فيما يشارك في الحفل غالبية الفصائل الفلسطينية. وبحضور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وزعيم حماس في غزة يحيى السنوار .

ودعا إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال كلمته بالمهرجان، الرئيس محمود عباس لعقد لقاء مشترك في غزة أو القاهرة أو أي مكان يحدده من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

وأكد هنية، على استعداد حركته للذهاب إلى أبعد مدى من أجل استعادة الوحدة الوطنية.

وطالب هنية، الرئيس عباس بعقد لقاء موسع وعاجل يضم كافة القيادات الفلسطينية في الداخل والخارج للاتفاق على أجندت العمل الوطني للمرحلة القادمة ووضع استراتيجية تحدد معالم وخطوات المستقبل الفلسطيني، وليكون هذا الاجتماع في القاهرة عاصمة العرب. مشيرا إلى أن لم يعد هناك إمكانية للمراهنة على المحتل والمفاوضات معه.

وأبدى استعداد حركته للذهاب لانتخابات شاملة تشمل المجلس الوطني في غضون ثلاثة أشهر. داعيا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة الفصائل والشخصيات، وتطبيق اتفاقيات 2011 بملفاته كاملة.

وقال "لنكون يدا واحدة وشعب واحد .. كما تعانقنا بالدماء والمقاومة فلنتعانق بالسياسة".

وشدد على ضرورة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال. قائلا "ماذا يعني أن تكون دبابات إسرائيلية في شوارع رام الله على مقربة من بيت الأخ أبو مازن .. ماذا يعني ذلك أن تدخل القوات لتغتال فيما يسمى بمناطق (أ) في قلب المدن الفلسطينية".

وأضاف "لا يستقيم التعاون الأمني مع القول أننا نحمي شعبنا وقضيتنا .. لا يجوز أن نكافئ العدو على جرائمه بالاستمرار بالتعاون الأمني مع المحتل".

ووجه رسالة لقيادة فتح، قائلا "يا إخواني في حركة فتح .. لا تراهنوا على المفاوضات .. لقد انتهى زمن المفاوضات.. لنقول كفى لأوسلو .. ولنتوجه صادقين وعلى مستوى المرحلة لبناء إستراتيجية شاملة ووطنية تحدد لنا المسارات".

وطالب بدعوة عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير وتطبيق اتفاقيات 2017 في بيروت حول المجلس الوطني وإعادة بناء منظمة التحرير.

ودعا لاستغلال الشراكة في غزة بين الفصائل، واعتبرها أرضية ونموذج يمكن المضي من خلاله.

وأكد على ضرورة تعزيز العمل مع المحيط العربي والإسلامي. مقدما الشكر لكافة الدول التي تقف مع الشعب الفلسطيني.

وتطرق هنية لعملية القوات الإسرائيلية الخاصة في قطاع غزة، كاشفا عن أن المقاومة تملك كنزا استراتيجيا وذخرا أمنيا كبيرا لا يقدر بثمن. كما قال.

وأشار إلى أن تلك القوات حاولت التسلل لغزة بهدف العبث بأمن المقاومة ولرسم معالم الأدمغة بطريقتها الخاصة. مشيرا إلى أن قيادة القسام تعرف كل تحركات تلك القوات وأين مكثت وبقيت.

وقال "نقول للعدو: أرض غزة حرام عليكم .. من يدخل غزة سيكون قتيلا أو أسيرا". مشيرا إلى أن ما جرى في خانيونس مثل هزيمة أمنية وعسكرية وسياسية للاحتلال.

وبين أن لدى المقاومة ذخر أمني وفني مهم، مشيرا إلى أن القسام سيعقد مؤتمرا صحفيا جديدا خلال أيام حول هذه العملية .

وقال "هذا الذخر الأمني والفني المهم الذي بين يدي مهندسي القسام سيكشف الكثير عن آليات عمل هذه القوات التي عملت داخل غزة في هذه المحاولة وفي الضفة وفي دول عربية وأماكن أخرى .. وسيكون لهذا الكنز الأمني الذي لا يقدر بثمن له تداعيات ميدانية هامة في عملية صراع الأدمغة مع الاحتلال".

وأشار إلى أن هذه العملية كان لها تداعيات قبل وبعد العملية ومن أهمها ضرب المقاومة للاحتلال وتوجيه ضربات منتقاة في عملياتها المشتركة، واستقالة وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي كان يهدد غزة والضفة والمقاومة والدول العربية.

وأشار للعمليات التي وقعت في الضفة الغربية مؤخرا، مشيدا بتلك العمليات ومنفذيها وعوائل الشهداء ومن وقفوا لحماية المقاومين. معتبرا تلك العمليات امتداد لمواجهات "انتفاضة القدس" وأنها تأتي ردا على محاولات الاحتلال إهانة الفلسطينيين والتهويد والاعتقالات وغيرها، وتأكيدا على رفض سكان الضفة لصفقة القرن وتشديدا على قبرها.

ودعا إلى رفع القبضة عن يد المقاومة في الضفة، داعيا لتنفيذ مزيد من الهجمات، وإلى اتخاذ خطوات مماثلة لمسيرات العودة التي كانت بمثابة التصدي لقرار أميركا بنقل السفارة الأميركية إلى القدس وعملت على تفكيك الحصار بخطوات أولية. شاكرا الجهد المصري في هذا الإطار، والدعم القطري للشعب الفلسطيني.

وأدت فرق إنشادية من غزة ولبنان عدة وصلات إنشادية، منها وصلة خاصة بالجوقة العسكرية لكتائب القسام، وسط تلويح الجماهير المشاركة بالعلم الفلسطيني ورايات حماس والقسام .

وأعلنت كتائب القسام خلال المهرجان عن وجود طائرات بدون طيار تحلق في سماء المهرجان. مشيرةً إلى أن تلك الطائرات تم الاستيلاء عليها من قبل الاحتلال.

وألقى طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كلمة باسم الفصائل الفلسطينية خلال المهرجان.

ودعا أبو ظريفة إلى سحب مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمفاوضات، ورفع الغطاء السياسي عن الاحتلال، وسحب الاعتراف به من قبل السلطة وكذلك الدول العربية والإسلامية والشقيقة للشعب الفلسطيني.

وشدد على ضرورة وقف التنسيق الأمني، والشروع في خطوات تدريجية لوقف الارتباط بالاقتصاد الإسرائيلي. داعيا لطلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث وضع المناطق المحتلة في ظل تغول الاحتلال والاستيطان.

وأكد على ضرورة إطلاق المقاومة الشعبية على طريق الانتفاضة الشاملة نحو التحول لعصيان وطني لوضع حد لواقع الاحتلال بلا كلفة ومقاطعته اقتصاديا وملاحقته سياسيا في المحافل الدولية، والتمسك بمسيرات العودة كرافعة للنضال لكسر الحصار والتأكيد على الحقوق الوطنية وتعميم هذا النموذج للمقاومة ليشمل الضفة لاستنزاف طاقة الاحتلال.

وقال "إن كل المبادرات أثبتت فشلها، عدا مبادرة المقاومة والانتفاضة التي ستضمن الانتصار وتحقيق السيادة والحرية وضمان حق العودة".

وأشاد أبو ظريفة متحدثا باسم الفصائل، برحلة حماس منذ انطلاقتها والنضالات التي قدمتها. موجها التحية لشهدائها ولكافة شهداء وجرحى وأسرى الشعب الفلسطيني، ولشهداء الضفة الذي قال أنهم " لبوا نداء غزة، والتحموا مع الاحتلال فكانت الملحمة وكان الانتصار لشعبنا وللمقاومة والانكسار للاحتلال". كما قال.

ودعا إلى ضرورة التصدي لصفقة القرن الأميركية وعدم الرهان على بقايا اتفاق أوسلو، واعتماد استراتيجية تصون المقاومة ويتم استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام. مثمنا الجهود المصرية في هذا الإطار.

كما دعا الرئيس عباس لدعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير لاجتماع في القاهرة من أجل حوار وطني شامل يستند إلى حوارات القاهرة وبيروت، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات شاملة لجميع المؤسسات الفلسطينية وفق التمثيل النسبي الكامل، مع توفير المناخات الإيجابية لهذه الخطوة من خلال رفع العقوبات على غزة ووقف التلويح باتخاذ إجراءات أخرى.

كما دعا للبحث الجدي في إعادة بناء منظمة التحرير ووقف التفرد فيها ورد الاعتبار لمبدأ الشراكة والمشاركة من خلال انتخابات مجلس وطني توحيدي يضم الجميع وبما يحافظ على دوائر مؤسسات منظمة التحرير التي يجري إلحاقها بمؤسسات السلطة، لتصبح منظمة التحرير مظلة للكل الوطني الفلسطيني نعزز من تمكينها ومكانتها.