تلفزيون السلام - بقيت المواطنة فهيمه من بلدة دير الغصون شمال الضفة الغربية ـ وفي آخر أيام حياتها ـ على أمل بأن أحلامها برؤية ابنتها وابنها الأسير القابع داخل سجون الاحتلال ستتحقق في يوم من الأيام رغم تدهور الحالة الصحية لها وإصرارها على مواجهة محنتها ومرضها بشيء من الصبر.

ولم تستسلم المواطنة فهيمه لكافة ظروف حياتها القاسية حيث استطاعت وبجهدها طرق باب العمل لتأمين قوت عائلتها التي يحتضنها رب أسرة يعاني من إعاقة في النطق جعلته غير قادر على توفير احتياجات الأسرة والعمل لأجلهم .

أحد مواطني بلدة دير الغصون (ح.ع) عن حياة المواطنة فهيمه وصعوبة مكابدتها للحياة في ظل فقدانها لابنتها الرضيعة واختفاؤها عن عينها, إضافة لقيام جيش الاحتلال بمداهمة منزل العائلة واعتقال نجلها وإصابتها بمرض السرطان الذي لم ينل من عزيمتها وإصرارها على تحدي الظروف ورؤية نجلها والشفاء من المرض.

يقول المواطن الذي تحتفظ قدس نت بإسمه أن المواطنة فهيمه لم تتخذ من عجز زوجها جسرا للمحسنين والجمعيات الداعمة ولجان الزكاة لذلك تمالكت قواها وتحدت ظروفها لضمان عيشها وأسرتها التي تمتلك بيتا يفتقر إلى أدنى المتطلبات الحياتية والمعيشية .

وأضاف كانت نقطة التحول الأولى في حياتها نحو الألم والدموع عندما أبصرت نفسها دون ابنتها ابنة الست سنوات فحاولت جاهدة بمساعدة من حولها البحث عنها لكن دون جدوى حيث غاب أثرها وحاولت الوالدة بذل كل المستطاع في سبيل معرفة مكانها والعثور عليها لتعيش الوالدة حسرة فراقها على أمل لقاؤها في يوم من الأيام .

واسترسل بالقول " لم يفارق الحزن قاموس حياة المواطنة فهيمه حيث ترك زوجها الحياة ورحل مفارقا تاركا إليها هما وحزنا لا يكاد يندمل, مشيرا إلى أن المحنة الكبرى التي ألمت بفهيمه هي الحكم الفعلي من قبل المحكمة الإسرائيلية على نجلها بالسجن الفعلي مدة 20 عاما حيث شكل ذلك صدمة كبيرة على حياتها.

وعاشت الوالدة ما تبقى من عمرها على أمل لقاء ابنها الغائب وراء الشمس علها تحتضنه في يوم من الأيام إلى أن لازمها مرض السرطان وانتقلت إلى بارئها مودعة ومفارقة الحياة دون قبلة أو حضن من نجلها الأسير .