تلفزيون السلام - فلسطين : كشفت القناة الثانية ضمن برنامج التحقيقات "عوفداه"، للمرة الأولى بالصوت والصورة جوانب من جلسات التحقيق مع الديراني، حيث يفرض المحققون على الديراني التعري بشكل تام، ويتعرض لصنوف من التجريح والإهانة.

وتدحض المشاهد الإدعاءات الصهيونية بأن الديراني لم يجبر على التعري خلال التحقيق العسكري. بطل التنكيل هو وحش بشري اسمه "الكابتن جورج" ويعمل اليوم مستشارا لقائد للشرطة الصهيوني في القدس، ويظهر الديراني مقلا في الكلام يتلقى الإهانة بصبر فيما يصعد المحققون الضغوط وصنوف الإهانة.

ويظهر التحقيق التلفزيوني المحققين وهم يهددون الديراني ويشتمونه في محاولة لانتزاع معلومات منه، ويجبرونه على خلع ملابسه والتقاط صور له مهددين بنشر صوره في الصحافة اللبنانية وإرسالها لزوجته.

بعد أيام من بث التقرير التلفزيوني، نشرت صحيفة هآرتس اعترافات لأحد المحققين تشير إلى أن التعذيب والتنكيل وامتهان الكرامة هو نهج داخل غرف التحقيق لا استثناء، وأن كثيرين وقعوا ضحايا للتعذيب والإهانة مثل الديراني.

فقد كشفت صحيفة  "هآرتس"  الأحد، عن شهادة مسجلة وموثقة لأحد الضباط السابقين في الوحدة 504 والتي يُقر فيها أن المحققين استعملوا على مرأى وعلى مسمع منه أبشع صنوف التعذيب ضد المعتقلين، بما في ذلك التهديد بالاغتصاب والتهديد بإدخال عصا في مؤخرة المعتقل.

وتؤكد شهادة ضابط في وحدة التحقيقات العسكرية الصهيونية المسماة “504” أن التعذيب الوحشي والتنكيل وإهانة المعتقلين هي أساليب متبعة بشكل منهجي .

وقال إن ضابط التحقيق الملقب ب”الكابتن جورج” الذي عرف بالأساليب القذرة في التحقيق مع الديراني ومع مجموعة عراقيين لم يكشف عن مصيرهم، حصل على ترقية ويعمل اليوم مستشاراً لقائد شرطة الاحتلال في القدس .

ونقلت “هآرتس” شهادات للمحقق “ح” زميل الكابتن جورج، الذي كشف لمحامي الديراني والمعتقلين العراقيين “تسفي ريش” تفاصيل إضافية عن أساليب الكابتن جورج الوحشية في التحقيق . وأشارت إلى أن لقاء “ح” مع المحامي تم في ،1999 وسجل بمبادرة الضابط، أساليب “الكابتن جورج” الوحشية التي يؤكد أحد مقربيه أنها كانت بالتنسيق مع كبار الضباط ولا تنطوي على تجاوز للتعليمات .

وقال “ح” لريش إنه مصاب بمرض خطير ويريد أن يكشف عن أساليب التحقيقات البشعة في الوحدة السرية بسبب تأنيب الضمير . وقال “ح” في المقابلة “خدمت في المعتقل السري، وعملت مع الملقب “جورج” في الوحدة نفسها، وحققنا مع عدة معتقلين سوية” .

وأشار إلى أن جورج اضطلع بدور بارز، وكان يتدخل في كل التحقيقات، يقتحم غرفة التحقيق بعنف وينفجر في وجه المعتقل ويهزه بعنف شديد ويلقي به أرضاً ويوسعه ضرباً بقبضته .

وقال الضابط “ح” إن جورج كان يقوم بكل ما تسول له نفسه به من دون رادع . وتابع “شهدت مراراً تنكيله بالمعتقلين . ويذكر مثالاً أن هذا المحقق جرّد معتقلاً من ملابسه وأجبره على شرب شاي بمنفضة سجائر مليئة برمد وأعقاب السجائر . ثم زج بفتحة أنبوب معجون الحلاقة مفرغاً محتواه في فم المعتقل الذي شارف على الاختناق” .

وحول سؤال للمحامي عن سبب تغطية المؤسسة “الإسرائيلية” على تلك الممارسات، قال “ح” إن “المؤسسة ببساطة كانت تتجنب التورط في تشكيل لجنة تحقيق قد تؤدي إلى المس بالكثيرين” .

وتابع “المؤسسة لا تريد نشر الغسيل القذر خارجاً لأن القذارة قد تطال الكثيرين، لذلك اهتمت ببقائه خلف الأبواب الموصدة” .

كما تؤكد شهادة الضابط للمحامي ريش أن التعذيب ليس أمرا مستهجنا او منبوذا في أقبية التحقيق حيث أن ضابط التحقيق الملقب بـ "الكابتن جورج" الذي عرف بالاساليب القذرة في التحقيق مع الأسير اللبناني مصطفى الديراني ومع مجموعة عراقيين لم يكشف عن مصيرهم، حصل على ترقية ويعمل اليوم مستشارا لقائد الشرطة في القدس.

وتشير الصحيفة إلى أن لقاء "ح" مع المحامي تم عام 1999 وسجّل بمبادرة الضابط، كي لا يتراجع عن أقواله تحت الضغط، ويتضمن معلومات جديدة عن اساليب "الكابتن جورج" الوحشية التي يؤكد أحد مقربيه أنها كانت بالتنسيق مع كبار الضباط ولا تنطوي على تجاوز للتعليمات.