الأخبار :
خبر عاجل
للأخبار العاجلة لحظة بلحظة عبر قناتنا على تلجرام : Salamtv1
لرئيس أبو مازن...سؤال العدل و الاعتدال / د.أحمد رفيق عوض
الثلاثاء | 03/04/2012 - 09:06 صباحاً
لرئيس أبو مازن...سؤال العدل و الاعتدال / د.أحمد رفيق عوض

تلفزيون السلام - فلسطين : لم أرَ الرئيس أبو مازن شخصياً سوى مرة واحدة,كان ذلك في العام 2007,عندما أجتمع بوفد من الكتاب و الأدباء ووفد آخر من رجال الاعمال و الاقتصاديين في آن واحد, و على الرغم من المفارقة في الجمع بين طيش الكتاب و مثاليتهم و بين واقعية رجال الاعمال و مرونتهم,الا ان الرئيس محمود عباس تحدث الى الجميع بذات اللغة الواقعية و المنخفضة الى حد ما.


يومها,تحدث الرئيس مطولاً حول الاوهام التي نعيش عليها دون ان نفحصها أو ندقق فيها و انتقد سطوة الشعار و عبادة الابطال و عقلية التفرد و نزعة الانشقاق و التورط في الاجندات.


 


بدا الرئيس يومها و كأنه يحاسب مرحلة بأكملها,مرحلة تميزت بالمغامرات و المهاترات و الخسارات و قلة الانجازات.و على الرغم من أن الرئيس أبو مازن يقدم اسلوباً جديداً للزعامة لا يقوم على الشعبوية و الابهار و الاثارة و الاستعراض الا ان الرئيس يعبر خير تعبير عن تيار الواقعية في الحركة الوطنية الفلسطينية  و هو تيار عريق في هذه الحركة بدأ مبكراً و استنفذ دماً و جهداً و تبعثراً من أجل ان يقود و يسود و لأن الأمر ليس بهذه البساطة,فإن الاعتدال و الواقعية لا يعني اطلاقاً التفريط أو التهاون أو التعاون أو التشارك مع مخطط الاحتلال و رؤيته أو مشروعه الاعتدال هنا-


 


أو كما حاولت اطراف فلسطينية و عربية أن تسوقه أو تترجمه-انما هو محاصرة الاحتلال أو نزع ذرائعه أو تحشيد موقف دولي ضده أو تجفيف و افشال ممارساته أو باستغلال اللغة الدولية المقبولة أو الالتزام بالاتفاقات أو النزول على و عند شروط معادلة القوة التي يتفوق فيها الاحتلال علينا الى آخر تلك التبريرات المحقة أو غيرالمحقة في تجميل الاعتدال و احتماله.اي ان الاعتدال ليس تراجعاً بقدر ما هو تعقل و روية, و دراسة حقيقية لاتجاهات الريح.فالاعتدال-في نهاية الامر- لم يكن قراراً فلسطينياً خالصاً بقدر ما كان توجهاً عربياً اصيلاً ايضاً,ليس بسبب التبعية و الهيمنة فقط وانما بسبب الخوف و الضعف و التنصل من القضية الفلسطينية و تبعاتها.اي ان الاعتدال كان مرحلة تاريخية و مزاجا عاماً و توجهاً انظماتياً لم تستطع فيه الحركة الوطنية الفلسطينية ان تتحرك بحرية,فإذا اضفت الى ذلك التقلبات السريعة في العالم حيث انفجارات السوق و الاقطاب و التكنولوجيا و الاصوليات الدينية و العلمانية معاً,فقد صار الاعتدال مطلباً دولياً,و لأن الاعتدال ليس هو العدل,فقد دخلت كل القضايا العالقة فرن التسويات السياسية و من ضمنها القضية الفلسطينية,التي اثبتت ان اعتدال الفلسطينيين لم يؤد الى العدل الذي يرجونه ولو قيد انملة.

الآن و رئيسنا المنتخب الذي يجاهد من اجل منع انهيار التاريخ عليه يجد نفسه امام سؤال الاعتدال الذي لم يؤد الى العدل,أو الى ما يشبهه من قريب أو بعيد,رئيسنا يواجه واقعاً صعباً ضيق الهوامش الى درجة الاختناق,فالاحتلال من جهة يرفض تغذية الاعتدال أو شرعنته أو اطالتة أو حتى انعاشه,الاحتلال يدعو المنطقة بأكملها الى التوتر و الاحتقان و الحرب و الاحتلال لا يحرج السلطة الفلسطينية فقط  بل هو يهينها و يعمل على ابقائها كياناً يعافه حتى اصحابه و الاحتلال يعمل بجد و حق على تحويل السلطة الوطنية الفلسطينية و الفلسطينيين من ورائها الى شاهد زور على نجاح المشروع الصهيوني و تثبيته و ادامته و تأبيده هذا من جهة الاحتلال  اما من جهة الانقسام  فهو يضرب عميقاً في الشرعية و الجغرافيا و الحلول السياسية المطروحة على الطاولة  و هي خيارات مخيفة الى ابعد الحدود  و هناك الضغوط الاقليمية القريبة التي يواجهها الرئيس طيلة الوقت فالساحة الفلسطينية كانت دائماً مستقطبة تتواجه فيها المصالح و الجماعات و الدول  و هناك صمت الدول صاحبة القرار التي ترى في دعم السلطة الوطنية مالياً بديلاً عن ايجاد حل سياسي  و ترى في ابقاء الوضع على ما هو عليه بديلاً لتغييره  و كأن الجميع يتفقون على ان يجد الفلسطينييون صيغة سحرية ما تجعله يقبل العيش تحت الاحتلال.


 


هذا الوضع شاذ و شائن و لا يستطيع اعتدال الرئيس أبو مازن ان يجيب عليه أو أن يستمر هكذا الى الأبد,الاعتدال يجب أن يغذى بالاجراءات و الخطوات الملموسة على الارض.الاعتدال يجب ان يبرر و الا يصبح اذعاناً و لا يمكن لاسرائيل ان تحلم اطلاقاً بأن تجد انطون لحد فلسطيني  و لا يمكن لها ابداً ان تفرض حلاً بالقوة و لا يمكن لها ان تستبدل "فلسطيني سيء" "بفلسطيني جيد" اذا لم تتم تغذية الاعتدال بحل يضمن السيادة و الحق و الحرية و الدولة,فإن الصراع لن يتوقف في هذا الاقليم.




اعتدال الرئيس محمود عباس هو اعتدال المنطقة بأكملها  و على اسرائيل ان تعي ذلك و تدركه و يمكن القول بهذا الصدد ان ورقة الرئيس القوية هي ورقة اعتداله لأنه يستطيع ببساطة ان يفجر كل شيئ بلحظة واحدة  و اذا كان رئيسنا الاول و المؤسس قد اعلن ميلاد الدولة الفلسطينية بجثته,فإن رئيسنا الثاني و الباني لديه القدرة و المقدرة على ان يحدد جغرافية هذه الدولة باعتداله محدود الضمان و الزمان و المكان.


 


اسرائيل ادركت ان اعتدال الرئيس اصبح ليس محرجا لها فقط و انما قوة تهديد ايضا,اسرائيل لم تعد تجيب عن الاسئلة اطلاقا بل تستهدف من يسالها او ينتقدهاوهذة مسالة اخرى.





التعليـــقات

اعلان خارجي
 
طقس فلسطين

أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44
استفتاء السلام
هل تتوقع وصول العالم للقاح فعال ضد فيروس كورونا؟
0
0

ينتهي التصويت بتاريخ 22/04/2020

دراسة حديثة: النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال.. والسبب "غر ...
تلفزيون السلام - فلسطين - كشفت دراسة علمية بريطانية حديثة، أن النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال، ...
سبعة اسباب مذهلة تجعلك تشرب القهوة يوميا
تلفزيون السلام - فلسطين :تعد القهوة المشروب الرئيسي عن الكثيرين، فشرب فنجان قهوة في الصباح، خاصة في ...
دراسة: القهوة تقي من مشاكل الكبد مع التقدم في العمر
تلفزيون السلام - فلسطين :  خلصت دراسة إلى أن شرب القهوة يقي من مشاكل الكبد في المراحل ...
كيف تحضر جسمك لصيام سهل؟
تلفزيون السلام - فلسطين :  تفصلنا أيام قليلة على شهر رمضان، فترة يفضل أن يتم استغلالها لتهيئ ...
الغذاء السليم والرياضة وجهان لعملة واحدة مع المدرب الرياضي و ...
تلفزيون السلام - فلسطين :  كثيرٌ ما يدور في جَعبَتنا ويلمع في أذهاننا موضوع الحفاظ على الرشاقة ...