تلفزيون السلام - طولكرم - هدى حبايب -  لم تتفاجأ جماهير محافظة طولكرم، بقرار مجلس الوزارء تأجيل موعد انتخابات المجالس المحلية، خاصة في هذا الوقت الذي تشهد فيه الساحة الفلسطينية حالة من عدم الاستقرار السياسي، جراء ممارسات الاحتلال واجراءاته التعسفية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة.

ورغم هذا التوقع، إلا أن المواطنون ومن خلال استطلاع للآراء أجرتها وفا في طولكرم، انقسموا بين مؤيد ومعارض للتأجيل، فالثاني يرى أن هذا القرار مخيب للآمال، حيث كانوا متعطشين لهذه الانتخابات خاصة لبلدية طولكرم التي لم يجري فيها أي انتخابات منذ عام 1972، ومرت بمراحل مختلفة من التعينات لرؤساء البلدية وأعضاء لجنتها.

وأكدوا أنهم كانوا ينظرون بعين الأمل للمرحلة القادمة، بحيث تكون الانتخابات فترة ازدهار لهذه المدينة التي تعيش ويلات الاحتلال، معربين في الوقت ذاته أن يصب التأجيل في مصلحة الشعب الفلسطيني، واستغلال هذه الفترة في ترتيب كل التفاصيل وسد الثغرات التي كانت سبباً في إصدار قرار التأجيل.    

وقال صايل خليل ممثل الجبهة الديمقراطية في لجنة التنسيق الفصائلي في طولكرم، إذا كان التأجيل على أساس تحقيق المصالحة وإجراء الانتخابات في وقت واحد في شطري الوطن، فإننا نؤيده، لأن وحدة الوطن نضعها قبل كل استحقاق، معرباً عن أمله في أن تتكلل الجهود التي تقوم بها بعض الدول في المنطقة من أجل تحقيق المصالحة بأقرب وقت ممكن، بنجاح، وبالتالي يقود أبناء شعبنا المعركة الانتخابية جنباً إلى جنب بوقفة واحدة.

محمد بليدي عضو سكرتاريا اتحاد نقابات العمال في طولكرم، اعتبر أن التأجيل لا يفيد كثيراً خاصة وأن المدة الماضية كانت كافية لإعداد كل ما يتعلق بالعملية الديمقراطية، بحيث شهدت حراكاً ديمقراطي من قبل الفصائل استمر لفترة طويلة، مشيراً على أنه كان من المفروض استغلال هذه الفترة وإنهاء كافة الخلافات وإعداد القوائم المناسبة، من أجل عقد الانتخابات في موعدها.

ويرى فايز الطنيب منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، أن تأجيل موعد الانتخابات كان متوقعاً خاصة في هذا الوقت الذي تعيش فيه الساحة الفلسطينية سلسلة من الوقائع على الأرض من الانقسام الفلسطيني وإجراءات الاحتلال، التي خلقت حالة من الإحباط  لدى الجماهير الفلسطينية، إضافة لما حدث لأسطول الحرية، وبالتالي لم يكن الوقت كافياً لترتيب الأمور بالشكل الصحيح، وإنهاء القوائم والأسماء، داعياً إلى استغلال الوقت الحالي وإنها أي تفاصيل أو خلاف وإعادة ترتيب الأوراق من جديد قبل تحديد موعد جديد للانتخابات.

وأكد مصطفى طقاطة أمين سر حركة فتح في طولكرم، احترام الحركة لقرار مجلس الوزراء تأجيل الانتخاب، معرباً عن أمله في أن يتم البحث عن الأسباب، وتوضيحها في الأيام القليلة القادمة.

وأضاف أنه لا يوجد إلا الالتزام بهذا القرار الذي جاء بناء على تقديرات القيادة الفلسطينية وبما رأته مناسباً.

وأوضح أن الجميع كان يتطلع إلى إجراء الانتخابات المحلية وممارسة الخيار الديمقراطي، رغم ما يعيشه الوطن من حالة الانقسام وممارسات الاحتلال، فكان لا بد من العملية الديمقراطية لخدمة القضية الوطنية،  مشدداً أن حركة فتح ومن خلال مشاركتها في الانتخابات تضع نصب عينيها وحدة شعبها من خلال خلق رأي ضاغط نحو تحقيق الوحدة الوطنية.

وأكد عبد الفتاح الكم مدير مكتب وزارة الثقافة في طولكرم، تأييده للتأجيل خاصة بعد نشوب بعض الخلافات وظهور قوائم ضعيفة، لافتاً إلى أن التأجيل يصب أيضاً نحو هدف آخر هو إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة وإجرائها في وقت واحد بحيث يشارك فيها كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة.