في الذكرى الأربعين للشهيدة منى رائد يونس
كلمة رثاء و همسة و فاء
أي بنية، أي منى!!
منى يا حبيبة منى يا غالية

في الثالث عشر من شهر أيار الماضي كان الوداع الأخير وكان الجرح الكبير !! أربعون يوماً مرت على ذلك الوداع، كانت ثقيلة بطيئة وأليمة، مرت تلك الأيام مرور قطار أسود ذي جنازير فولاذية على هاماتنا وعقولنا و أكبادنا وأحلامنا.

وفي كل يوم يمر .. يندفع السؤال وراءه ألف سؤال.. أين منى الجميلة والجريئة؟؟ أين الغالية..أين الحبيبة؟؟ أين الدروس العسجدية؟؟ وأين الرؤى المستقبلية؟؟ أين منى؟؟؟!!!!

أين النظرات الحالمات المؤنسات؟؟ أين  المعاكسات البريئات اللطيفات؟؟ أين كل هذا يا بنيتي؟؟
أحقاً صارمن الماضي ؟؟؟..... لقد طارت منى إلى عشها الأصلي في جنات الخلد في أعلى عليين.

لقد اصطفاها البارئ العظيم لتكون طائراً من طيور الجنة....تكون من الحور العين.

في كل يوم مرَّ أو سيمر نبكيك بدمعتين..دمعة فراق واشتياق.. ودمعة أسى علينا نحن الأحباء الذين نتشبث بهذه الحياة الزائلة وهي لا تساوي جناح بعوضة.

منذ كنت طفلة وأنت تتحدثين وتحلمين بالموت والشهادة والشهداء...إبان الانتفاضة الثانية .. ها أنت اليوم قد نلت الشهادة التي كنت بها تحلمين ولكن ليس بالطريقة التي تحبين.

"منى" ملاك عاش معنا على الأرض أربعة وعشرين ربيعاً أخضر...ثم رحلت لتكمل دورها في السماء...
طوبى لك يا شهيدة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية... طوبى لك يا رائعة؟؟؟

في اليوم الأربعين لرحيلك يا غالية نؤكد وكلنا إيمان أن الموت حق ورحلة الحياة على الأرض لها أجل مكتوب...أن ذكراك الجميلة ستظل شمساً دافئة في قلوبنا... تجمعنا على أحلى كلمة نسجتها لغة الضاد ...كلمة"منى"، "منى" التي تنازلت عن عرش الحياة بشموخ وكبرياء.. لتسقط معها كل الأحلام والأمنيات...؟؟!!

صغيرتي .. مدللتي أختم كلامنا وإن كان الكلام فيك يطول ببيتين من الشعر من قصيدة فاضت بها عواصف خالتك أم عمر:

يا ربِّ هيئ للأحبة منزلاً في جنة الفردوس تزهو بها منى والخليل
وامنن عليهم من لدنك رحمة تمحو الخطايا عنهم وتزيل
حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون
أسرة الشهيدة
منى رائد يونس - طولكرم
22-6-2010