الأخبار :
خبر عاجل
للأخبار العاجلة لحظة بلحظة عبر قناتنا على تلجرام : Salamtv1
تحذير: رسوم الاشتراك مسألة خاصة ما لم يتعلق الأمر بفتح .. بقلم: برهان السعدي
الإثنين | 05/07/2010 - 04:38 مساءاً

أطرح هنا موضوعا في غاية الأهمية، يتعلق برسوم اشتراكات العضوية، وهذا شأن بالضرورة أن يكون داخليا، ويعالج أو يناقش في أطر تنظيمية فقط، ولا حاجة لإقحام العامة في ما لايهمهم، من باب أن ما فيهم يكفيهم، في وطأة الظروف الضاغطة.

لكننا نلحظ أن كل شيء خارج فتح يكون عاديا، ويمكن أن يمر بسلاسة حتى لو انطوى على محرمات أو انتهاكات أو ما يمكن أن يشكل مادة لفضائح، مما يقفز بتراكم أسئلة ملخصها لماذا؟، فهل مكمن ذلك أن فتح تخرج عن كونها تنظيما لتتداخل بين الحركة والوطن، فتذوب الفوارق بين المسمّيَيْن، فترى أن فتح هي فلسطين، وأن فلسطين هي فتح، وذلك في السياق الوطني التحرري تاريخيا، بمعنى أن فتح في ذهن العامة الفطري ولو امتلكت أطرا تنظيمية، تبقى بعيدة عن الفهم التنظيمي برؤى حزبية، ويحاكمها العامة من هذا الفهم، فهي التوجه نحو فلسطين الدولة والاستقلال، وهي الحكومة والحزب الحاكم، ووزراؤها ووزاراتها وأية عراقيل أو صعوبات يواجهونها،  أو أية إخفاقات تواجهها الحكومة يحملها الشارع لفتح، ومن هنا جاء شعار بعض قيادات وكوادر فتح أن فتح هي تنظيم من لا تنظيم له.


وهل السبب في هذه التداخلات أن قتل فتح وإضعافها يعني إضعاف القوى والفصائل والتنظيمات الوطنية التي لها تاريخ في مقاومة الاحتلال بكل ما تملكه من أسلحة واجتهادات منذ ما قبل 1967 أو بعيد ذلك بقليل، وبالتالي قتل الوطن والحلم والطموح، وهناك أيضا كم هائل من استفسارات تبدأ بـ هل؟.

وأمام الانتشار الفتحاوي بنفس الوتائر المعتادة ما قبل الانتفاضة المجيدة الأولى وخلالها، في ظروف مغايرة من حيث أدوات الفعل وأساليب المقاومة، التي من شأنها إحداث تزاحم على الصفوف الأمامية للحركة من طوابير بعد أوسلو، وتركت شيوخ النضال والعمل الوطني في هوامش الذاكرة يجترون تاريخهم وتاريخ حركتهم المليء بالبطولات والروائع، فيموتون بصمت، ومن بقي منهم ما زال يعيش هم لقمة العيش وكيفية إدارة حياته الأسرية أمام ضغط الحاجة سواء كان موظفا أو غير موظف، أمام هذه الحالة والتي كان نتيجتها إخفاقات في انتخابات التشريعي والبلديات وغيرها، فلا يرون شيئا جميلا ومهما في الوطن بدون تحريك أصابعهم، فهم اللاعبون أو المخربون، لأنهم العشيرة والقيادة واللوبي وكل الوطن، في الوقت الذي لا يستطيع كثيرون منهم كسب صوت زوجته، مما يستدعي فرز الغث من السمين، ومعرفة الأعضاء بعد غربلة جريئة لقوائم القتل التي تم تحشيدها لدوافع شخصية أو عائلية أو ربما لخدمة أجندات من شأنها قتل فتح باستيلائهم عليها.

واجتهد كثيرون للخروج من هذا الواقع المؤلم، ومن مواقع مسؤولية الانتماء لا الموقع الرسمي القيادي، لكن دون جدوى، لأن هناك غول المجهول المعلوم يخربط كل الأوراق ويقلب اتجاهات البوصلة، كلما اعتقد بوجود بصيص أمل يرفع من وضع الحركة لتنسجم مع تاريخها وأبنائها، فحالة الخربشة ضرورة مهمة لبقاء الحال المتشرذم والذي يشكل أرضية خصبة لتكاثر الطحالب العالقة قسرا بالجسم الفتحاوي.

ومن هذه الاجتهادات، حصر العضوية على أسس تنظيمية، وكان الرأي الصائب بفرض رسوم اشتراك على العضو، فالأعضاء هم رافعة البناء والإطار، وهم قبطان السفينة المبحرة في بحور الظلمة ذات الأمواج العالية السريعة والحوامات، وتحيط بها ألغام مموهة من كل جانب، وهنا بيت القصيد، فإما أن يشكل ذلك وضع حجر الزاوية في المكان الصحيح، وإما أن يرذله البناؤون ليشكل أساس انهيار كلما تعالى البناء.

فأداء صحيح يحقق الهدف، ويكون المردود على كل الوطن، أما أداء خاطئ ولو افترضنا حسن النوايا يؤدي فقط إلى تكريس نهج الخراب والدمار. وكثر الجدل مؤخرا في بعض الوزارات حول هذا الأمر، فالبعض وصله نموذج يكفل اقتطاع رسم الاشتراك بشكل آلي من البنك مباشرة، وأكثرية لم يصلها، وارتفع صوت حرافيش يؤكد أنه أعطى فتح كل شيء في حين لم تعطه شيئا، رغم أنه بعد التحقق من بعض الحرافيش يتضح أنه وصل موقعه بسبب رافعة فتح أو رافعة أخرى غير كفاءته، ولم يكن له أية مشاركة في مشوار العطاء التحرري من الاحتلال حتى بكلمة أو مشاركة في إطار جماهيري أو نقابي، ورغم أن الحركة النقابية والأطر الجماهيرية مهم وجودها في دعم المقاومة ضد الاحتلال، لكنها ليست الشكل الفاعل والأمثل لمقاومة الاحتلال، وكل هذا مقبول ومستوعب.

لكن غير المقبول والمدمر أدوات التنفيذ بآليات خاطئة، والفهم الخاطئ في تفعيل هذا الأمر الهام باقتطاع رسوم الاشتراك من أبناء التنظيم طوعا، فعلى أعضاء الحركة أو من يزعم ذلك دفع رسوم اشتراك بشكل دوري مهما كان وضع العضو ماديا، لرصد قوائم العضوية للحركة، ويكون هذا الجيش الكبير أو الصغير هو الأساس في حماية الحركة والعمل على إنجاحها في كل المواقع، وليشكل ذلك تغذية للقيادة والمؤسسة التنظيمية بالعضو وغيره. أما التلويح بعصا العقوبة لمن لا يدفع رسم اشتراك، والإيحاء بأن من سيتم تثبيته في العمل أو ترقيته هو الذي سيدفع رسوم الاشتراك، فله مخاطر عديدة، وهو عدم التمكن من تحقيق غربلة قوائم العضوية، وستجبي أموالا كثيرة، لكنها على حساب قوة الحركة، فستمتلك الحركة جيشا كبيرا مهزوزا يسقط في لحظة المواجهة الأولى مع أي محك، إضافة إلى ما يعنيه ذلك من مفاهيم تعمل فتح والحكومة على استئصالها، لما تشكله من معالم فساد توحي بالإتاوات والرشاوى.

إن الأحاديث المنتشرة في زوايا بعض الوزارات، بأنه سيتم تسجيل من لا يوقع من الموظفين على ورقة لدفع رسوم اشتراكات العضوية تعكس صورة مدمرة لفتح، وتأتي استجابة لثقافة مأزومة يعاني منها شارعنا الفلسطيني في كثير من الميادين المجتمعية، فمعرفة التنظيم – أي تنظيم – لأعضائه من غيرهم ضرورة إدارية وتنظيمية، فلا شيء مفتوح على غاربه، لكن هذه المعرفة لضرورات تنظيمية داخلية فقط، ولا تتضارب أو تتعارض مع  النظام والقانون وحريات الأفراد. وليس شرطا وظيفيا للتوظيف أو الترقية أن تكون منتميا لحزب، لكن من حق العضو التنظيمي على تنظيمه أن يقف معه في الشدائد ومواجهة الصعوبات والأزمات، كما له حق الحماية والأمن، والحق في تطوير الثقافة والقدرات، كما من حق التنظيم على أعضائه أن يحملوا لواءه ويناصروه وينشروا رسالته ويمتثلوا سلوكيات تنسجم مع قيمه وأفكاره وبرامجه ونظرته لشرائح المجتمع على أساس تمثيل مصالحهم وطموحاتهم وهمومهم على قاعدة المشاركة والاحترام.

ويمكن للعضو في موقعه أن يستقطب آخرين من خلال إشعارهم وإقناعهم بأن تنظيمه حريص على حقوقهم ووضعهم، ومن خلال مسلكية اجتماعية ووظيفية متميزة، بعيدة عن الأنا المريضة، والحذلقات الرخيصة، والتعامل الاستعلائي.

وعلى ذوي التأثير، وحسب الموقع والمسؤولية، وعلى الجهات الرقابية أن تعمل على تعميم ثقافة صحيحة وإرسائها محل ثقافة مأزومة حتى يتمكن الفرد أن يكون فاعلا ومجسدا لمسؤولياته، رافعا لوطنه وشعبه، دون انتظار كلمة شكر على واجبات يمارسها، فالصحوة الصحوة، وحذار من جريان الرياح بما لا تشتهي السفن.





التعليـــقات

اعلان خارجي
 
طقس فلسطين

أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20
استفتاء السلام
هل تتوقع وصول العالم للقاح فعال ضد فيروس كورونا؟
0
0

ينتهي التصويت بتاريخ 22/04/2020

دراسة حديثة: النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال.. والسبب "غر ...
تلفزيون السلام - فلسطين - كشفت دراسة علمية بريطانية حديثة، أن النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال، ...
سبعة اسباب مذهلة تجعلك تشرب القهوة يوميا
تلفزيون السلام - فلسطين :تعد القهوة المشروب الرئيسي عن الكثيرين، فشرب فنجان قهوة في الصباح، خاصة في ...
دراسة: القهوة تقي من مشاكل الكبد مع التقدم في العمر
تلفزيون السلام - فلسطين :  خلصت دراسة إلى أن شرب القهوة يقي من مشاكل الكبد في المراحل ...
كيف تحضر جسمك لصيام سهل؟
تلفزيون السلام - فلسطين :  تفصلنا أيام قليلة على شهر رمضان، فترة يفضل أن يتم استغلالها لتهيئ ...
الغذاء السليم والرياضة وجهان لعملة واحدة مع المدرب الرياضي و ...
تلفزيون السلام - فلسطين :  كثيرٌ ما يدور في جَعبَتنا ويلمع في أذهاننا موضوع الحفاظ على الرشاقة ...