تلفزيون السلام ـ فلسطين ـ نهيل ابو غيث ـ أنامل صغيرة، ولدت وهي تحمل فناً وإبداعا، تجسده بالخطوط والألوان، فتتناغم الريشة والأشكال لتصنع لوحة يقول مشاهدها من الفن خُلق الجمال.

جميل ما رسمتِ ارسمي المزيد يا ابنتي فلديك موهبة من الله لو أدركتِ قيمتها ستصبحين فنانة كبيرة، هكذا خاطبت أم محمد ابنتها ورود زيدان حنتولي من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، ابنة الربيع الرابع عشر والتي تشغل الصف التاسع -لما اندهشت لرسمها وهي ابنة الربيع الحادي عشر.

ورود طفلة حباها الله بالموهبة فحملت الريشة تخط بها المشاهد، فتروي للعالم تارة حكاية طفولة وتارة أخرى حكاية فلسطينية فيها الكثير من مشاهد الألم التي عاشها الشعب الفلسطيني، وتتدرج تارة أخرى لتروي قصة الاتحاد قوة في الدول العربية، وتختار أسماءها فتكتب عليها بخطها الأنيق المهذب.

تقول ورود لقد كان كلام والدتي أولى خطواتي لأدرك موهبتي، وكان دافعا لي لأرسم المزيد، ولكن للأسف؛ لم ألق اهتماما من المجتمع التعليمي، ولم يكن أي دعم معنوي أو مساعدة لتقييم وتنمية موهبتي.

وأضافت ورود أنا أحب الرسم كثيرا فهو يشكل نصف حياتي والطريق للتعبيرعن مشاعري من حزن وغصب وفرح، وأصبو لأن أطور موهبتي.

تحب ورود صنع المجسمات ورسم الجداريات من وجوه، وشخصيات أفلام الكرتون التي تشعر بأن حياتها الطفولية لا تكتمل بدونها، بالإضافة إلى الأحداث الفلسطينية، فهي جزء من الوطن وتحمل هما يحمله شعبه.

يقول زيدان الحنتولي والد ورود اكتشفنا موهبة ورود وهي بالصف السادس، حين بدأت ترسم رسومات منقولة عن لوحات أخرى، تابعناها من خلال البيت، حيث لم يكن هنالك أي رعاية أو متابعه من خلال المدرسة، وتفاجأنا بها قبل أكثر من شهر عندما رسمت صورة لأخيها الصغير ومدى التطابق الكبير لوجهه، وكررت الأمر عندما رسمت صورة لعمتها وأخرى لابن خالها، وهذا

الأمر حملنا على البحث عن من يتبنى موهبتها ويعلمها أسس الرسم، ويدعمها معنويا وتعليميا، فقمتُ بنشررسوماتها من خلال (الفيسبوك) لألفت النظر إليها ولأرى تقييم غيرنا من خارج إطار الأسرة، فأعجب الأقرباء والأصدقاء بلوحاتها، وطالبونا بأن نحاول قدر الإمكان تنمية موهبتها ودعمها.

 قال الفنان الفلسطيني علاء البابا منسق مجموعة (ع الحيط) مقيما موهبة ورود لفتت انتباهي المرحلة الأولى في الرسم لدى ورود، فمن الواضح أن الخط ورؤيتها للأشكال ممتازان جدا، وفي المرحلة الثانية عندما بدأت ترسم مقتطفات من الطبيعة اتضح أن عينها قوية بشكل كبير في التقاط الخطوط وانحناءاتها، فيجب أن تطور مهاراتها من خلال التعليم والدورات الخاصة بالرسم.

وأضاف البابا: هي بحاجة لصقل وتدريب، ولمشاركة في ورشات ومسابقات، وأن ترسم المزيد فإبداعها يجب أن يرى النور.

وعن دور المبادرة الشبابية (ع الحيط) في تنمية المواهب-والتي تضم عددا من الفنانين الفلسطينيين-أشار البابا إلى أنهم يهتمون كمبادرة شبابية بالتواصل والمواهب التي في مثل سن ورود، وذلك بسبب الحاجة لجيل يرسم (جرافيتي) -وهو الرسم التعبيري عن قضية ما على الجدران ويكون لديه موهبة الرسم، وورود تمتلك الحافز والقدرة.

ورود التي ستنهي المرحله المدرسية بعد أقل من أربع سنوات تطمح بأن تدرس الفنون في إحدى الجامعات، لتسلك طريقها في عالم الرسم والفن.

في حين أشار والدها بأنه لن يقف يوما مكتوف الأيدي وإنما سيحاول جاهدا تطوير موهبة ورود، ولتنهي دراستها الجامعية في تخصص الفنون، وحال أتيحت لها الفرصة لتشارك في معارض عربية ودولية، سيسمح لها بالسفر والمشاركة لتحقق ذاتها وليكون له مكانها في الوسط الفني.

لماذا تُهمَل المواهب ولا يتم توجيهها أو حتى دعمها بكلمة معنوية يدرك فيها صاحب الموهبة أنه يمتلكها ليكون إرثا فلسطينيا يحتذى به؟
ورود التي بلغت الرابع عشر من عمرها وعلى حسب قول والدها: لم تلق إلى الآن أي توجيهات مدرسية من قبل معلمتها، التي لم تمدح فنها يوما، ولم تلتفت لها، وكما نرى لا فرق بين استاذ تخصص الفنون وبين آخر ذو تخصص مغاير يشغل حصص الفنون في بعض المدراس.