الخميس | 18/04/2024 - 03:37 صباحاً - بتوقيت القدس
كمواطن عادي، يبهرني لقاء القادة، فقليل ما يمرون مسرعين، وقليل ما احظي بفرصة السلام عليهم، ولكن شعرت للحظة من اللحظات أنني أشارك في تنصيبهم، فقد أزاحت التكنولوجيا كل الحواجز، وصار صغيرنا وكبيرنا يخاطب كبار القادة، وصار القادة يحسبون حساب أزرار لوحة المفاتيح. انه زمن جميل رغم كل المآسي التي يمر بها شعبنا، ورغم كل مضايقات الاحتلال والمستوطنين، إلا أننا وفي خضم الحصار؛ بتنا نشعر أكثر تحرر، فاليوم الكل يترقب ما سيتمخض عن صفحات التواصل الاجتماعي من أسماء لقيادة هذا الشعب في الحكومة المقبلة، والكل صغيرا وكبيرا يقترح الأسماء، وأنا على ثقة أن الرئيس يترقب مثلنا وينتظر ما سيتمخض عن سجال وسائل الاتصال. من سيكون رئيس الوزراء؟ ومن سيكونون الوزراء؟
أنا وغيري أصبحنا نمتلك الأسماء، وأصبحنا نرفع أسماء وننزل أسماء، وأصبحنا نتحكم في قرص التغيير. ولكن، لم نعد نبحث كثيرا عن أسماء، فكثير هي الأسماء اللائقة، فمعاناة الشعب الفلسطيني وحصاره جسر الفجوة بين الناس والقادة، وقطعان المستوطنين وحدوا صفوف الناس ووحد دمائهم، وأصبحت حتى تبعات الانقسام لا قيمة لها. اليوم نرى القادة عن كثب، ونشعر أنهم بحاجة لنا أكثر من حاجتنا لهم، فرئيس الوزراء الحالي يمر من شارعنا كل يوم، وارى صورته ولغته كل يوم، وآخرين كثر من القادة والوزراء، فترى وزيرا لا تكاد تراه وزير، فهو المناضل والمزارع والمهنئ والمعزي والجدي والفكاهي. وترى وزراء قد خنقتهم غازات الاحتلال المسيلة للدموع، وترى حبات العرق قد أغرقتهم تحت وطئت أشعة الشمس، يزرع شجرة هنا، ويكاد يحلب بقرة هناك، ويجلس على التراب يرتشف قباية الشاي الدبقة، ويقطع من الرغيف ويلفه كما لو أغمسته جدته بالزيت مع فرضة الجبن.
هنيئا لك أيها الشعب العظيم، يا شعب الصدمات، فرغم حجم المؤامرات تطل برأسك من بين الهموم، فاليوم لا يعجز الشعب عن اختيار قادته، فبنك القادة يعج بالمناضلين. لم اعد اشعر برهبة اللقاء كما كنت سابقا، لقد كسروا كل الحواجز، رأيتهم يقطفون الزيتون وشاركتهم، ورأيتهم يزرعون الشجر ويزيحون التراب بأيديهم، رأيت وزير الزراعة يحمل الاشتال، ويصب الماء على أيدي المزارعين قبل تناول الفطور، فالفطور يستحق كل الاستعداد، كان صحن الزيت يعكس أشعة الشمس ولا يتظلل إلا برغيف الخبز يهبط ويدور ليقلع من جديد، وتلحقه حبة البندورة الحمراء، ورأيته يتسلق الحطام ليعاين أضرار العواصف، كنا نعرفهم من قبل، وزادت معرفتنا بهم ما بعد، فكنت اعرف الوزير وليد عساف من خلال المقاومة اليومية بالقرب من كفر قدوم ومناطق قلقيلية، وتعرفت عليه وحمدت الله كثيرا على منحنا قادة مثله، فتواضع المزارع، وحنكة المهندس، ونظرة القائد الثاقبة، وتلقف الشكاوى وتفهمها، والصدق بالوعد، فالتنمية المستدامة لا تحتاج إلى مصانع أو موارد طبيعية، بل تحتاج إلى إنسان مؤمن بواجبه صادقا بأقواله ومستعدا للتضحية وبين حاجبيه حب الوطن وتحريره.
الفجر | 04:40 |
الظهر | 12:39 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:11 |
العشاء | 08:37 |