أتعجبُ عندما أنظرُ من حولي , أسترقُ السمع لحظات عندمآ أمرّ بتجمعٍ لشبابٍ أو آباء أو مربين أجيال , حديثٌ واحد يغتال لسانهم , بل إنّ الأمرَ طالَ ليصل كبار السن ,
[لا تستغربوا أنّ اليوم قبلَ تقديمي للامتحان سألتنا المس : هل شاهدتم عساف ؟]
أعلم أنها لا تقصد سوى الاستهزاء بنـا كوننا "توجيهي"
لا أنكرُ أني أول من قآل أنآآآ
ولا أنكرُ أيضاً أني أخفضتُ رأسي والدمعُ بعيني يُعاتبني , ليسَ كونه محمد عساف , ولكن صوتُ صديقاتي أثارَ النار بصدري يقولون :
الصاروخ والمناضل والسفير لفلسطين وأسماء وألقاب لم ولن تُطلق يوماً على من قدّم روحه للوطن ,
أنـا من المعجبين بصوته ولكن لآآ أسمح لـ أحدٍ أن يرمى أسرانا وراءَ ظهره ويكثّف دعمه وإعلامه لشخصٍ لم يقدّم للوطن سوى صووته

أتعجبُ أكثر عندما أرى شبابنا من الجنسين يرتدونَ صور العساف وينطلقون بين الشوارعِ والأزقة والأسواق لتوعية وضرورة التصويت , فهل هوَ المهدي المنتظر ؟

وقضيّة الرسالة التي قرأها [راغب علامة] أن الأسرى تُضربُ عن الطعام ومن بينِ مطالبها قناة الـ MBC , مع أني أشكّ بصحة الخبر ولكن ولنفترض أن الرسالة صحيحة :
فـ لا يُعقل أن تقرأ رسالةً وتفهمها من منظوركَ الشخصي وليس من منظور المرسل وطبيعة حياته
لا يقعل أن تفهمها حسبَ قاموسكَ المشوش وتنقلها على لسانِ أسير لم يقصد سوى التفريغ لـ ربما أو أنّه بسبب العذاب والتنكيل والحرمان من أبسطِ الحقوق عبّر عن حاجتِه لرؤية العساف وسمارِه وضحكته الخارقة التي اختصرت فلسطين بأكملهآ التي تُهون عليهِ شوقَه وحنينه لوطنه

البعض منّا لم يهتم بمضمون الرسالة بقدرِ اهتمامه بوجوود اسم العساف برسالةٍ من أسير ,
البعض منّا أصبح يردد : حتى الأسرى تريد العساف إدعموه لأجل الأسرى

قلنآآآ ولنفترض أن الرسالة صحيحة :
فـ شيءٌ طبيعيّ أننا كـ فلسطينيين تمنّينا فوزَه ولكن ليست بهذه الصورة :@ :@
شيءٌ طبيعي أننا من الأرض السمراء سنعشقُ الأسمرُ ابن الكوفية ولكن أيضاً ليست بهذه الصورة :@ :@

ومن الطبيعي أنه حينَ حمل [اللقب] لم يسعنا الكونُ فرحةً وبهجة وسعادة , أنا نفسي لم أبتسم كتلكَ الابتسامة حينَ نطقت المذيعة اسمه ,
لم يشهد علَيّ موقفٌ كذاك أن أبكي وأضحك فرحةً وأمل

مقالي هذا ليسَ زجراً بـ محمد عساف أو محبيه
أكرر : أنا أيضاً أحبه , وكلٌ منا لا ينكر أنّه وحّد الأحزاب وأزال الألوانِ القاتمة من الصدور

ولكنهآآآآ التناقضات تجعلكَ تُعيد ترتيب أولياتك من جديد
لن أطيل الحديث ولكني سأتركُ لكم المقارنة :
_ قارِن بينَ عندمآ نُقل العساف إلى المشفى وبينَ فُلان الأسير الذي نُقل منهكاً مُكبّل الأرجلُ واليدين لإحدى المستشفيات فماذا كانت ردّة الفعل على الصعيد الإجتماعي اليومي ووسائل التواصل الإجتماعي
_ بينَ إضرابات الأسرى والمشاركة بالفعاليات بينَ وقفات التضامن مع الأسرى أمام أبواب الصليب الأحمر كل [يومِ ثلاثاء]
وبينَ التضامن مع العساف كلَ مساء يومين [الجمعة والسبت]
_ بينَ ردود فعلِ من هم في منصبٍ ومسؤولية تجاه أسرانا وإجراء إتصالاتهم مع إدارة السجون وبينَ إجراء إتصالاتهم بـ أرب آيدول
_ بينَ شوارعِ المدن المكتظة وشاشات العرض ملأت المدن الفلسطينية لمشاهدة العساف وبين [[ شاشةِ عرضٍ وااااحدة لم توضع لمشاهدة محاكمات أسرانا الردعية والقاسيّة الباطلة]]

أعلم أعلم :
ستقولون أني [مفلسفة] أو [معقدة] أو [مستَشيِخة]
لـربما ستسألون [الآن تذكرتِ الأسرى ؟؟]
صدقاً لستُ من هذه النوعيات
أكرر مرةً ثانية وثالثة وعااااااشرة
إنهآآآآ التناقضات تجعلكَ تُعيد ترتيب أولياتك من جديد

كن عقلانياً معي الآن لتسعِ ثوانٍ
كيفَ تتوقع ردةِ فعلِ أم الشهيد أو الأسير حينَ علمت أن الرئيس يوصي بالعساف ؟
هل أم العساف وحدهآ [أُم] ؟؟

لينـــا لفداوي