أدق الباب

أدق الباب بأدب وأدب واعي , أدق الباب لست هامساً خوفاً أن يسمعني أحداً أو كي لا أسمعك وأغضبك , أدق الباب وأنا لست صارخاً كي لا أعمل فوضى أو فتنة .. أدق الباب لتقرأ وتسمع وترى حروفي وكلماتي ربما من لساني وربما من حركة عيوني .. أدق الباب لتقرأ كلماتي ضمن إحساسك المرهف بفنك الأدبي وذوقك الإنساني .. أدق الباب لتلمس بحنان أو حتى بفظاظة نقاط وموطن ألمي وسعادتي .. ألمي هو ألمك وشقاؤك .. سعادتي هي سعادتك ....

قد تستطيع أن تقرأ حروفي وترتبها وتوازنها وتنسج مها فكراً وأدباً وقضية أو مجموعة قضايا من خلال حركة شفتاي وباقي جوارحي ..... وقد لا تستطيع فهمي لو أقسمت لك بكل ما هو نبيل ومقدس .... أجمل ما تحمل يا أخي الإنسان الجميل الحر من إحساسات بشرية أبدأ بها عنواني ليس على جبين كتابي أو صفحتي ..

أبدأ عنواني بسم الله الرحمن الرحيم على جبيني وربما على جبين الناس أجمع .. أبدأ عنوان كتابي على كل جبين بكلمة لا إله إلا الله .. أبدأ عنواني بكلمة قل هو الله أحد .. أبدأ كتابي بعنوان الناس سواسية كأسنان المشط .. أبدأ كتابي بعنوان الإنسان كالجسد الواحد , إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. أبدأ عنواني بكل الحكم والأمثلة الشعبية التي يوافق عليها البشر أجمع , الكل وكل الكل يصدقوا أنها صحيحة ... أين المشكلة إذن .. لماذا نشرب جميعاً على اختلاف ألواننا وثقافتنا ومراكزنا وإمكانياتنا صديقنا وخصمنا من مصدر مياه واحد , من مستنقع واحد إذا أجزت التعبير أدباً ..

المثقف والمتخلف والصديق والخصم , الطبيب والمهندس وأصحاب الحرف والفنون والمهارات والأعمال المختلفة لماذا يعانون جميعا ألماً وهموماً تكاد تكون مشتركة في حدها الأدنى والأعلى وأصبح هذا الألم ثقافة بشرية ومجتمعية .. أين الحلقة المفقودة أيها المفكرون والأحرار والغيارى ... الحلقة المفقودة هي مجموعة المفاهيم حتى الصحيحة وغيرها وهنا وفي هذا العنوان أخص المفاهيم الصحيحة والنظرية الصحيحة ,إرضاءً للمثقف وإرضاءً للمنصب وإرضاءً لرجل الدين وإرضاءً للقانون وإرضاءً حتى للخصم ..

أخي الإنسان حتى المفاهيم والنظريات والسلوكيات الصحية يجب أن تخضع لحوارات مجتمعية وفكرية سواء كانت نظريات أو أخلاقيات عامة متفقين أصلاً بالمضمون ولا نختلف على هذه الثوابت حسب تسميتكم , إنما تطرح للحوارات الفكرية والمجتمعية والفلسفية وكل حسب موروثه الفلسفي والثقافي ليتطلع الجميع على مختلف التفسيرات الفلسفية ,

ليستفيد الجزء من البعض ويكمل البعض البعض حتى المخطأ بالتفسير الفلسفي سيعترف حتما بخطئه بأسلوبه الخاص ... الخطأ الكبير والقاتل أن أنظر إلى أي أمر وجزئية أو حتى قضية عامة أو خاصة من زاويتي الضيقة ولا أقبل الآخر .. لا صراع حقيقي مع الآخر... ولا أقول للأخر إرحل ولو بلغة الأدب والأخلاق والاحترام ,

بل يستمر الحوار وتبقى الفلسفات وألا تنتهي بداية وقبل النهاية , سنلتقى حتما جميعا وليس فرادى على قواسم مشتركة قابلة للتطوير وإعادة التفسير في كل المجالات السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية وغيرها من نواحي وهموم الحياة وذلك مع تطور وتقدم الأنسان والتاريخ , لنستطيع حينها أن نشرب ماءً أكثر نظافةً .... هنيئاً مريئاً ..

ملاحظة : هذا الخطاب للجميع , هو ردٌ على نفسي وثقافتي وفلسلفتي وخلقي , وتضامناً ودعماً للرأي الآخر وفلسفته وخلقه .. إحترامي لجميع .. سلام وازدهار وخير وحرية للجميع .

ياسر فقهاء.