السبت | 20/04/2024 - 04:59 صباحاً - بتوقيت القدس
بين الباطل والباطل
يراقب عامة الناس وخاصتهم السياسيون والمفكرون الوضع في المنطقة عربيا ودوليا بين مراقب لا يسمع ومشاهد لا يرى وفصيح لا يفهم الأمور أو مزور للحقيقة....
يبدو ان الصراع قد بدأ بين الظلم والعدل , وقد يكون ابتدأ كذلك ولكن لجهل التركيبة المجتمعية والسياسية والثقافية وطبيعة التحالفات والخصومات في المجتمعات العربية , ولكون الفرد العربي فاقدا لسلوك الشخصية والإنسانية الممنهجة لا يستطيع أن يرى حريته وحركته وتحالفاته ولا يستطيع أن يحدد خصمه الحقيقي, ولا من أي زاوية خاصة أو عامة , ولم يعد يستطيع تحديد هويته وأهدافه وأمنياته ليصبح لعبة يلعبها أهل الباطل لينحرف الصراع ويأخذ منحى آخر وهو الصراع بين الباطل والباطل بين قوى الشر الشيطانية بلباس الحق والعدل مدعين أن هذا يدعم الشرعية والحق وذاك يدعم الشرعية والباطل وغيرها من المسميات والتضليلات والدعايات المغرضة من أبواق الإعلام والمفكرين والسياسيين , ولكن حقيقة الأمر أن الصراع في ظل الجهل والتردي العربي وفي غياب وتحالف قوى النخب المجتمعية أو وقوفها على الحياد في أحسن الأحوال , وعدم استطاعة الطليعة الشعبية الفاقدة لكل زمام الأمور من امكانيات وقدرات تعبوية وتنظيمية وإدارية المسك بزمام الأمور بقصد أو بدون قصد وبما تأثرت من أبواق الدعاية المضادة , وأبواق الدعاية المحرضة أحيانا أخرى ,
ليتمحور طبيعة الخلاف والصراع متحولا بطريقة ممنهجة ليكون الصراع باطلا ولا يخدم الحق الوطني ولا الحق الإنساني , ليتحول إلى صراع مصالح آنية غبية لا تخدم استراتيجيا حتى قوى الشر والباطل , وقود هذا الصراع وللأسف الشديد هو الحق والعدل والمساواة والإخاء والإنسانية وكل العبارات الجميلة , لتحرق هذه المفاهيم وتدفن وترجع الى الخلف عشرات السنين ويكون الضحايا من الجهلاء الساذجين , ويكون الباطل قد حقق هدف مرحلي هو وئد مؤقت للجمال والعدل والحقيقة والحرية وقتل وإحباط وهزم المتعلقين بشعرة النصر والحرية ,الجوعى الذين يأملون بالحصول على لقمة هنية , لتعود الأمور ثانية إلى عصر الثمانينات من القرن الماضي وهكذا كلما تقدمت التكنولوجيا والفكر الإنساني شيئا تراجع بفعل عملاء الشياطين سنين وسنين ,
ولكن حتما سيقع المبرمجين لهذة الفلسفة يوما ما في خطأ تاريخي وستتحد القوى المظلومة في كل مكان ليس في الشرق العربي وحسب بل مع كل شعوب العالم لتغير المعادلة الدولية وتصحيحها وموازنتها ليسود السلام يوما ما قريبا إن شاء الله حينها أين تضع وجوهكم وعيونكم أيها المثقفين والمفكرين والإعلاميين ويا من نسميكم رسل السلام , يا مزوري التاريخ , وسيشهد عليكم القضاة ورجال القانون , على غدرهم وغدركم أجمعين , الحرية للبشر والهزيمة لقوى الباطل والعدوان .
ياسر فقهاء .
الفجر | 04:38 |
الظهر | 12:38 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:12 |
العشاء | 08:39 |