أنا خائن, بقلم ياسر فقهاء
لعلنا نضع تفسيرا لكلمة أو جملة خائن ... الخيانة لها شقان خيانة النفس وهي ردة وخطيئة ورذيلة, والرجوع عن النفس والغير والحقيقة والصدق والعطاء والانتماء... والثانية خيانة الشيطان وهذه الخيانة فضيلة ... كانوا في  الجاهلية يعبدون أصناما ليتقربوا إلى آلهتهم ... أما عبيدنا في عصر الردة يعبدون البشر ليتقربوا إلى شياطينهم ... يحصل لي الشرف وهو تاج على جبيني أن أكون خائن للشيطان وعبيد الشياطين ... بل عبدا لواحد أحد وأمينا وصادقا له لأنه يمنعني أن أكون عبدا لأحد أقل منه ... هذه رسالة أقدمها لكل الأحرار والمفكرين والمبدعين والغيارى ... ولنقف عند هذا المنعطف والخلل التاريخي وأن نضع تصورا أفضل وبديلا أحسن ودعوة لكل البشر وهي وحدة الخيانة للشياطين لعلنا نقترب من بعضنا ونوحد هدفنا ضمن هذا المفهوم ليوصلنا إلى وحدة أن الله واحد أحد وهي جملة سيدنا بلال العبد الحبشي وهو يقول أحد أحد ... لم يكن يُريد بلال ان ينصر الله ويظهر عظمته ... الله عظيم واحد احد شاء بلال أم أبى شاء البشر أم أبوا وشاءت المخلوقات أم أبت ولكن بلال العبد الحبشي أراد أن يضع رسالة صادقة أن لا نكون عبيدا للشياطين وللآلهة الباطلة ... أراد أن يبني الإنسان ... جعل من الصخرة التي وضعت على صدره تحت حرارة الشمس الملتهبة ومن أسفله رمل أكثر حرارة وجلدوه عبيده بالسياط لا ذنب له إلا أن قال الله ربي والله واحد احد والناس أحرار ... لقد كانت هذه الصخرة وهذا العذاب تاجا وليست إهانة لا بشرية ولا إنسانية ولا حتى شخصية لقد تناقلتها أجيال بعد أجيال وموضوعة في مقدمة كل كتاب ... الخيانة للشياطين ستوضع مقدمة لكل كتاب يصدره كل حر وكل إنسان وهذا عهد ووعد بشري ورباني أن تتوحد الأمة على خيانة الشيطان والوفاء للإنسان وزرع مبادئ التحرر والمساوى, والخير والازدهار, والعمل والرفاه, والحرية والتعارف والوفاق, والنقد البناء... الحاضن لكل الأبناء والدين هو النصيحة ... نعم وألف نعم لكل خائن وشجاع وحر وكريم كتفاؤل لكل معاني الرقي والتجدد والعطاء والإخاء والصدق ... ولنطرح شعارا ونداء وصرخة إلى كل الأمم يا خونة الشيطان اتحدوا ... الصراع ليس بين الإنسان وأخيه الإنسان ... وإنما الصراع بين الشيطان وأعوانه الشياطين ... لا تكونوا أخوتي وأحبائي من فئة أي شيطان بل كونوا انتماءً لأبونا أدم عليه السلام وأمنا حواء رغم خطئهما وقد أغواهم الشيطان ... استغفرا لربهم فغفر لهم وعرفا عدوهما وهو الشيطان, ودمتم أخوتي وأحبتي خونة للشياطين أوفياء لأنفسكم مجددين لا منحدرين ... والمجد كل المجد لمن فهم نفسه وتعرف عليها والعزة لكل عزيز ... وحر ومجتهد ورضي بنفسه وغيره ...
وبمناسبة عيد الأضحى المبارك وبمناسبة الحج الأكبر وبمناسبة وحدة الأمة على رجم الشياطين والطواف حول قبلتنا مرددين الله أكبر الله أكبر ولله الحمد وساعين بين الصفا والمروة مهللين وداعين ربنا أن يهدينا سواء السبيل وأن يجمعنا ويوفقنا ويزرع الحب فينا ويهدم الكراهية اللهم آمين اللهم لا تجعل حجابا بين دعوتي وبينك يا عظيم يا الله ويا رحمن ويا رحيم ... وبهذه المناسبات الكريمة والطاهرة نسأل الله أن يعيد هذه المناسبات علينا وعلى الأمة بالخير والبركات وقد هزمنا الشيطان ... ونصرنا أنفسنا وأهدافنا وقيمنا السامية, وحضارتنا وإبداعنا وحبنا للنفس والغير نابذين الكراهية إلا كراهية الشيطان صانع وجعنا وألمنا ...
وسلامتكم ...
ياسر فقهاء ...