السبت | 20/04/2024 - 07:03 مساءاً - بتوقيت القدس
ضرب الأطفال ... بقلم ياسر فقهاء
تتعرض القيم والتعاليم للضرب ... والكل يَضرب الكل ... الأوطان تُضرب بقصد التربية والسلوك ... والإنسان يُضرب لنفس السبب ويُضرب الحيوان إلا الكلب مدلل ومحمية طبيعية ....
من لا يُضرب في هذا الكون ؟ هل الأمن سالم ؟ .. والاستقرار أكثر أمنا والحريات مصانة ... وهل العبد يتمتع بصفته وعبوديته وشخصيته كعبد وهل الحر والسيد يتمتع بسيادته ؟ ... كلام كثير ربما يبدو حقا ولكنه يحمل الأباطيل ... والتناقضات المجتمعية والفكرية ... لا خصوصية للإنسان في هذا الكون الغريب والضائع ... ولا خصوصية للحرية والعدل والمساواة والقيم .... حتى الخالق يتعرض للعدوان من أقزم قزم ومن أشجع جبان ومنافق وباسم ماذا يتم الاعتداء على خالقنا ومكوننا وواضع سنن تكويننا وحامينا ... لقد صان الله الجنين في بطن أمه شهورا عديدة وحفظه من كل سوء ... ووهبه للحياة نقيا طاهرا مسلما حرا كريما لا تشوبه شائبة ... وتعلم من بيئته ومجتمعه واكتسب كل أنواع التلوث ... وضربناه باسم البراءة والسلوك والقرارات والعادة والتقاليد التي غيرناها بأنفسنا وحاربناها بسلوكنا وقيمنا وموروثنا الثقافي السيئ وجمودنا العقائدي الأسوأ ونفاقنا وسخريتنا من أنفسنا وحريتنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ... وارتكبنا الآثام والمعاصي وعدم الرحمة والصدق ... الا تعلموا ايها الناس ان افضل نشيد وطني وانساني هي أفضل واعذب وأجمل كلمة تروى للطفل كل صباح ... الا تعلموا أيها الناس ان الطفل هو الزهرة والنبض والعطاء والقسم والعهد والحياة والتطور والغد المشرق وربما قادة الحياة وفلذة الكبد ... اما اذا كان الكبد به آفة فبأي ذنب يضرب طفل قد يصبح يوما رجلا أو امراة ونفسا وسكن ووحدة واحدة وتعني انسانا متعارفا ومتعاونا ومتكاملا ... رجل قانون واعلام ونخبة من النخب وعالم ومبدع ومنتج وفيلسوف وحكيم ...
من يضرب طفلا يضرب الحياة ويهز العرش والكون ... يا رجال الحياة واساتذتها واولياء الأمور والحاكم والمحكوم وكل مؤسسات المجتمع المدني والرسمي حافظوا على أنفسكم واطفالكم وحبكم وحياتكم وقيمكم وأمنكم واستقراركم وعزتكم ومجدكم ... من قلع شجرة بدون حق قد اساء لخالقها وطبيعتها وللبيئة وأرضها وهوائها وسمائها ... ومن أضرم النار في حقل انما حرق الحياة بمن فيها ... ومن اساء لطفل او شيخ وعجوز او حتى شاب وصبية قد اصاب نفسه وسنن الكون اصابات بالغة ... أليس التفكير هو اساس التغير ؟ وليست تطور المفاهيم والافكار هي الحصانة الاجتماعية والنفسية من العدوان على النفس والغير .. اليست سنن التكوين هي الفطرة والطريق النموذجي للبناء والتعمير واحترام النفس والذات والاخر وكل الاذواق والالوان والاجناس... أليس هذا هو التعارف والتكامل بمعناه الطبيعي والفلسفي الصحيح ...من يضرب طفلا وجب أن يُؤخذ منه لانه لا يملك روحا ونفسا خلقها الله وجعلك ايها الانسان امينا عليها حتى النفس أيها الانسان ليست ملكا لك ...عليك أنت والاخر الحفاظ عليها من الفساد والتلوث والخراب وصيانتها ضمن برامج تربوية وتثقيفية وتعليمية ونفسية لاكتساب مهارات وخبرات جديدة ومتطورة .... دمتم اهلي وأحبابي على نور الله والعلم والهدى والحرية والأمن والاستقرار سائرين وللمجد بانين وللحرية وحرية اطفالكم حاميين ولشخصية الانسان رافعين ومؤسسين وداعمين لنبني أوطانا شامخة بشموخ ابنائها وانسانها الحر السليم المعافى من كل اعوجاج وعدوان والسلام عليكم ...
ياسر فقهاء ...
الفجر | 04:38 |
الظهر | 12:38 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:12 |
العشاء | 08:39 |