الخميس | 18/04/2024 - 07:07 صباحاً - بتوقيت القدس
أخ .. وجع .. وفرح .. حالة وهدف .. الحجارة قالت أخْ .. ألماً قبل البشر .. والحجارة قالت لبعضها أخ في المنشأ والتكوين .. والمادة والسنن .. والمتاهات والتعرض للصعاب .. والحر والبرد .. ودعس البشر والمخلوقات .. والمطر والفيضانات والطوفان والجفاف ... وحوصرت بالورود والأعشاب وربما الأشواك .. حكت وصرخت أخ .. وأخ .... تألمت وما تألم البشر .. نادت إخوتها .. وقلنا إخوتنا .. وتاهَ الحجر في قعر البحر .. تطرطش الماء من الحجر .. حباً .. كرهاً .. عناقاً .. مودةً .. إخاءً .. سعادةً .. ألماً .. وهل يفيض البحر من حجر يقول أخ وأخ؟
امتد البحر وتراجع .. وتعالت أمواجه غضباً وشعوراً مع حجر .. يحكي بصمتٍ .. يهمس بصراخٍ .. أصابه عِلَّةٌ وندم .
حجر فلسطين ربما ليس كغيره من الحجارة .. أكثر حناناً .. وألين ضميراً .. وأكثر عشقاً .. لكنه ينادي أخ وأخ .. وهل من مجيب لحجر يصرخ لحجر .. لحجر ليس أصم .. ولا أجوف ولا يطبل ويدق عليه .. نسمع له صفقة وصفعة ورنيناً .. وأهزوجة ورقصاً لألم .. وربما عتاب .. لا أدري .. بل أدري .. ولعلّي أدري ..
كنت حجر أبكي أخ أو حتى أخ .. أذرف دمعةَ لأخ وأخ .. يا أمة العرب تعلموا من الحجر وأي حجر .. له قلب ليس كقلوب البشر .. وليس كقلوب عفن الزمن .. الحجر لا ينهزم .. وربما يتآكل قليلا كتآكل قيمنا .. لكنه لا يتراجع .. يبقى والزمن شاهد على أخ وأخ .. وصديق ورفيق درب .. يتربع في العلو وفي أسفل الطرق .. ويقول أنا لكم ومعكم ومنكم .. أخ منكم وأخ لكم ..
في الماضي عبدوك يا حجر .. لتقربهم لقيمهم وآلهتهم .. وحاضراً عبدنا البشر يقربونا منك يا حجر .. هكذا عرفنا ألمك وشقاءك وبوصلتك .. أضعناك وأضعنا بسمتك وسعادتك وأخوتك .. وعبدنا من يعبدك يا حجر .. لا إخاءً ولا مودةً ولا رحمةً .. قلوبنا قاسية أقسى من صلابتك .. ودمت أخ وأخ وسلامتك يا حجر . ياسر فقهاء .
الفجر | 04:40 |
الظهر | 12:39 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:11 |
العشاء | 08:37 |