يختلف الانسان مع انسانه .. والتراب مع ترابه ..والماء مع مطره وثلجه ..والبعض مع بعضه ..والعضو مع عضوه ..والقمر مع شمسه ..ثقافتنا ثقافة خلافية ..عميقة المصدر..تاريخها حاضرنا..وحاضرنا قديمنا ..ومستقبلنا معزول عن زماننا ..هدفنا حالتنا ..وحالتنا هدف غيرنا ..ثقافتنا سكرى مع ارخص انواع المشروبات ..نختلف مع شرابنا وسكرنا ..لا تتنازعوا .. نحن نيام كنوم أهل الكهف .. نختلف معهم في تقواهم .. يقلبهم ربهم يسارا ويمينا .. وتقلبنا أمزجتهم في الاتجاهات كلها .. ثقافة اختلافنا فريدة .. ليست مقتبسة من عادات وتقاليد .. وقيم ودين .. لا نعرف حقنا من حقنا ولا باطلنا من باطلنا ولا ترابنا من أرضنا .. نغني للارض ونفسق ونبيع التراب .. نضطهد ترابنا وأنفسنا .. ونرقص ونغني لأرضنا .. أوطاننا أرض بلا تراب وانساننا تراب بلا سيادة .. هذا هو اختلافنا .. هذه ثقافتنا .. في القرون الماضية نحن نعيش قرون ما قبل التاريخ .. حاضرنا ينتظرنا .. ومستقبلنا غائب ومغيب.. يعلمه أهل الكهف .. وربما أساطير حاضرنا .. رجالنا يعتزون بضخم القامات وطول الشنبات .. وقصر النظر ... وقلة الحيلة .. عبيدنا سادات .. وأسيادنا عبيد للعباد .. إذن نحن متفقون .. متفقون على ألا نتفق .. ونختلف كيف نختلف .. على الماء والمطر .. الثلج والغيم .. الشمس والشمس .. الليل والنهار .. هذه الهتنا .. سبب فرقتنا .. الا تعلمون من هو خصمنا ؟ خصمنا هم هو وهو نحن وانتم وكلنا .. هذه فلسفة خلافية .. ووجهة نظر شيطانية .. لا حياة لمن تنادي .. تنادي امواتا ربما يحييون يتربعون على مكاتب خشبية .. وقاعات مستديرة .. فخمة الأثاث والديكورات .. تنتظرنا نساؤنا بفارغ الصبر .. نحمل لها رسالة الكون .. علنا نعطيها شيئا من التغيير .. كرهت الروتين .. تناثرت شرفا .. صرخت فينا .. أن نصمت أكثر من الصمت .. وصاحت بأعلى الصوت .. أيا رجال القبور متى يحل البعث .. ولا حياة لمن تنادي ..
الرجال قوامون على النساء .. هكذا هو اتفاقنا وربما خلافاتكم .. فهمنا من الشرع تعدد الزوجات .. والطلاق ثلاثا .. وما بقي من القران ليس لنا .. لانجيلهم وتوراتهم .. قد يكون أولى منا بهم .. أليس متفقين حتى الكعب .. وأعلى الناصية .. بالله هل نستطيع التفريق بالمزاجات .. والاحساس بالاحساس والتمتع بالرغبات .. والتفكير من أي جزء من اجزائي واجزائكم .. أجزاؤنا كرهت اجسادنا .. واجسادنا عصت تربتها .. وعزت على نفسها وظنت أنها مخلوقة من نار .. النار لها نور ووهج .. ونحن نطفئ جذوتها ونورها بالتراب قبل الماء .. والمطر يذهب سحقا والثلج لا يقي النبات .. أغرب أيها الثلج عن بلادي .. بلادي مسكينة .. لا تشتهي الا الاشتياق .. واشتياقي هو عذابي .. اني أحن الى آلامي وحسراتي وانساني .. سحقا سحقا لامالي وذكرياتي .. وعفوا قد انكشفت عوراتي .. يوم لي وباقي الايام علي وعليكم .. وعلى ألاحرار وربما الجبناء هكذا يتساوى الانسان .. ماذا اقول بعد .. علي أن أنهي .. وعليكم أن تكملوا مقالي ... لقد تعبت من الحساب .. والعبث بالأشرار ..وتعدد المزاجات .. اذهبوا حيث شئتم .. لعلكم تلتقوا في المحراب .. وبااااي بااااي لندن ... لا تعتبرها سخرا يا ساداتي .. هذا واقعنا وواقع كل النساء .. وربما الاطفال .. وجيدا أن نبقى صغارا ! ليطول العمر والهناء والالام والامال .. كلها كبعضها البعض .. ربما أزعجتكم من عنواني ..
مع تحياتي للبعيد والداني ...
ياسر فقهاء