الجمعة | 26/04/2024 - 10:41 مساءاً - بتوقيت القدس
في ذكرى الانطلاقة المجيدة
أيام وتحل علينا ذكرى انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح "هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعاً , وقلوب كل الأحرار الثوريين, الذين امتشقوا البندقية, ورسموا معالم الطريق إلى الوطن, بدماء زكية طاهرة نزفت من جروح وقلوب أدماها الرحيل والبعد والشتات, ذكرى غالية على قلوب رجال عبدوا بجماجمهم طريق العودة وصنعوا من عظامهم جسوراً يعبر فوقها الثوار إلى يافا وحيفا وعكا والقدس.
فهذه الثورة التي انطلقت في الفاتح من جراح السنين في الخمسة وستين جاءت تعبيراً حقيقياً عن حجم المعاناة والألم الذي كان يعانيه شعبنا الفلسطيني آنذاك, وجاءت لتعبر عن طموحات شعبنا الأبي المقاتل, الذي أنهكته الوصاية والتبعية للرجعية العربية.
فانطلقت فتح من رحم المعاناة, برصاصة وبندقية ودم شهيد, وقبض مقاتلوها على الجمر والنار, وعلى زناد البندقية, ولاطمت بيدها المخرز, وانتصرت رقاب مقاتليها على السكين, ومعهم كل الأحرار الثوريين في هذا العالم الظالم الذي لا يغترف إلا بلغة القوة, وصوت البنادق وأزيز الرصاص. ففتح ومنذ البدايات الأولى امتشقت السلاح, وأدركت أن الكفاح المسلح وسيلة حتمية لمقارعة الاحتلال, وحرب التحرير الشعبية أسلوبا وطنياً لا يمكن تجاهله في معركة التحرير المصيرية.
فحركة دعائمها الجماجم والدم تتحطم الدنيا تحت ضرباتها ولا تتحطم, فالحركة كانت وفي كل مرة تتعرض للمؤامرات والضربات الموجعة, تخرج كطائر الفينيق ينفض جناحيه ليخرج من تحت الرماد محلقاً بعزة وعنفوان وكبرياء في سماء الوطن، ففتح التي صنعت من جلود أبناءها زيتاً يضيء قناديل الحرية, أقسمت منذ فجر الانطلاقة أنها لن تتراجع عن مشروعها الوطني القاضي بدحر الغاصب المحتل, وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، ولطالما تغنى قائدها ومؤسسها الشهيد الخالد الرمز أبو عمار , بأنه سيرفع شبل من أشبال فلسطين العلم الفلسطيني فوق مآذن وكنائس القدس الشريف.
فكانت فتح أول من مارس الكفاح المسلح ضد الكيان الغاصب , لإدراكها بأن هذه الأرض لا يمكن لها أن تتحرر إلا بالبنادق المصوبة لصدر الغاصب المحتل, لتصيبه في مقتل في أكثر من معركة وموقعة وعملية, ليقف الغاصب المحتل عاجزاً أمام الهجمات الفدائية القاتلة والعمليات الاستشهادية التي قادها أبطال الفتح, في عمق الكيان وفي عقر داره, ليجن جنون العدو, لتقف "جولدا مائير رئيسة وزراء العدو" مطلقة تهديداتها بالقضاء على الثورة الفلسطينية من خلال عبارتها المشهورة " إن الثورة الفلسطينية كالبيضة في يدي أكسرها متى شئت " ليرد عليها القائد الفتحاوي العنيد الذي تمرس على مقارعة المحتل ليقول " نعم إنها بيضة ولكنها من حديد".
وفي هذه الذكرى العطرة لا يسعنا إلا أن نجدد العهد والبيعة مع شهدائنا الأبطال , وفي مقدمتهم الأب المؤسس ياسر عرفات، الذين قدموا أرواحهم رخيصة قرابين على مذبح الحرية , وإلى مفجري ثورة الفاتح من يناير , وأسرانا البواسل القابعين في زنازين الاحتلال أصحاب القلوب الطاهرة الذين أفنوا سني حياتهم خلف القضبان , ألف تحية وتحية, فعهدنا بكم هو عهد الشرفاء الأوفياء للوطن والقضية, فنحن لن ننساكم وبإذن الله سيأتي اليوم الذي تنعمون به بالحرية.
وهذه دعوة للوحدة والتلاحم ورص الصفوف نطلقها في هذه المناسبة الوطنية, علها تجد لها صدى عند من يعقل.
ولأبناء شعبنا الصابر المرابط القابض على الجمر والنار نقول كل عام وأنتم بخير, بمناسبة انطلاقة الثورة الفلسطينية, ونقول لهم اصبروا وصابرو ورابطوا , فما النصر إلا صبر ساعة وبإذن الله سيكون الفرج قريب, وستتحقق أمانيكم بالعودة والحرية والاستقلال.
رئيس الدائرة السياسية لبرلمان شباب فلسطين
عبد المجيد قاسم جودة
الفجر | 04:30 |
الظهر | 12:37 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:16 |
العشاء | 08:45 |