الجمعة | 29/03/2024 - 04:10 مساءاً - بتوقيت القدس
بين عيون "اليافويتان" حكاية وهوية.. شاكر حشاش.. حُرم من يافا فقرر إنجابها
تقرير: عبد القادر عقل
بسحنته السمراء وبرباطة جأشه المعهودة، يقف أمام منزله في مخيم بلاطة بنابلس، ما إن تمر عليه حتى يقابلك بإبتسامته البسيطة بكل حفاوة وترحاب، شاكر حشاش ذو الخامسة والعشرين عاماً، والناشط الشبابي في شؤون الأسرى واللاجئين، والقيادي في حركة الشبيبة الطلابية، حاله كحال الآلاف من أبناء جيله ممن لم يولدوا في يافا وأخواتها، لكن عيونهم ترنو إلى العودة إليها ويرتبطون بها أشد إرتباط، وليلة أمس جاءت يافا الصغيرة إلى أحضان بيته، لتعطي العائلة بصيص أمل بالعودة إلى يافا العروس المختطفة.
يبدأ شاكر حشاش حديثه بابتسامة فيقول: "لا داغي للتعجب، أنا أسميتها يافا، كي تكون يافا قربي، تلك المدينة التي حرمنا منها الإحتلال وأذاقنا الويلات عبر رحلة اللجوء المستمرة آثارها حتى اليوم"، ويشير حشاش إلى أن نابلس مدينة عظيمة إحتضنتنا ولها مكانة في القلوب، ولكننا ضيوف حتى نعود إلى أرض آبائنا وأجدادنا في يافا عروس البحر. ويعرب والد المولودة "يافا" عن إستيائه الشديد من حادثة المواطن الأردني الذي أطلق على مولودته الجديدة إسم "إسرائيل"، واصفاً ذلك بـ "العمل المشين"، مشيراً إلى الجهل واضمحلال العقل الذي وصل إليه المواطن العربي، ويردف الوالد قائلاً "إذا كان ذلك الأردني يريد أن يمّجد إسرائيل، فأنا أشعر بالفخر عندما أخّلد يافا المحتلة". ويعود شاكر حشاش بذاكرته إلى يافا عروس الساحل، فيوضح بأنه لم يرها سوى مرة واحدة في حياته، أثناء تنقله في "البوسطة" عندما كان معتقلاً في سجون الاحتلال الاسرائيلي، ويصمت حشاش لبرهة ثم يقول :"رب ضارة نافعة، لولا الإعتقال لربما لم أكن لأكحل عيوني بمدينتي الأصلية المحتلة"، ويستطرد واصفا شعوره عندً مشاهدته لمنظر يافا "تلك الدقائق المعدودة داخل البوسطة وبين حراب الجنود، كانت كفيلة بأن تؤجج فيّ نار الحنين والعودة أكثر فأكثر".
وحول ظاهرة إطلاق أسماء القرى والمدن الفلسطينية على المواليد الجدد، يرى شاكر حشاش بأن هذا الأمر موجود، ولكن لا يرتق لأن يشّكل ظاهرة واسعة، داعياً جميع الفلسطينيين واللاجئين منهم خاصة إلى تسمية مواليدهم بأسماء قراهم وموطنهم الأصلي الذي طُردهم الاحتلال منه عنوة وتحت زخات الرصاص.
ويختم والد الطفلة "يافا" حديثه بعبارة أطلقها بثقة وحزم رافقتها الابتسامة "إن لم نكن جيل العودة، فبالتأكيد نحن الجسور".
الفجر | 05:09 |
الظهر | 12:44 |
العصر | 04:15 |
المغرب | 06:57 |
العشاء | 08:20 |