تلفزيون السلام - غزة - بقلم فاطمة جبر -  إعذرينى فلسطين  قلمى  أصبح  شيخا كهلا  لا يقوى  على الكتابة  لا لشىء سوى لأنك فلسطين  العظيمة  وحقا  لست من أعجزنى عن الكتابة  فأنت من أشعل بى نار الثورة  وحب العاصفة  فالقلم   عاصفة فى ثورة اللامبالين  , حقا فلسطين أعطتنا الكثير الكثير من معانى السمو والإحترام والتقدير فيكفى أنك أم الشهداء ... والأسرى ...والجرحى ... والمعذبين بالأرض .

لازال القلم  يبحث كل يوم عن طفل حرم الإبتسامة  ليرسم له إبتسامة  أمل ... تفاؤل .. مستقبل زاهر .

 عن أرملة  أفقدها المحتل والصديق  زوجا ...أخا ... أبا وفى كلا الحالتين المعادلة واحدة .

إعذرينى فلسطين  لو كان قلمى  قاسى هذه المرة على من يحبونك لكنهم لا يحبوكى أكثر منى وأتحداهم بهذا المقام ,لأننى تعودت أن أكتب  لكل بيت وأسرة غزية  فاقت معاناتها حد الوصف  وتنتظر الموت  من شدة الفقر ...القهر ..الحصار .

الجميع  داخل بيوت  غزة  مشغول  بمراقبة  شاشة التلفاز  حول  المصالحة وشأنها وما ستؤول إليه  بين الإخوة الأشقاء  يشار إلى أن شعبنا  بحق وحقيقة متلهف ومتعطش لبوادر  هذه المصالحة التى  أتعبته كثيرا   حالة الإنقسام وفى ذات السياق وإذ بجرس الباب يطرق  فى أحد أزقة شوارع غزة   فهرع أحد الأطفال من المنزل ليفتح بالباب  فسأله والده من  الطارق يا بنى فأجابه  بعبارة جميلة  ( حلوى يا بابا) بهذه الكلمات الجميلة  التى نطق بها الطفل عبر عن سعادته ومدى  سروره  بعلب الحلوى التى شاهد منظرها  مع من طرق الباب , يشار على ان حملة  مودة (2) للتكافل الإجتماعى  بدأت  بكافة مناطق قطاع غزة  هادفة إلى تعزيز أواصر  المحبة والمودة والدعم والحشد الإعلامى والجماهيرى لبعض الحركات  بعد حالة الإنقسام وأثارها التى  طغت  على  شعبيتها  بين الجمهور الفلسطينى ,والجانب الأخر أملا أن تتحقق المصالحة  وأن تصلح الحلوى ما أفسدته  ألة الإنقسام بين الإخوة .

 من فينا لا يثمن  مثل هذه الحملات  حملات  المودة ...الرحمة... التألف ...الإخاء   نشكر كل هذه الجهود المعطاة لفلسطين وأهلها وبالمقابل  نقول أننا بغزة لا نحتاج إلى شوكولاطة  يا إخوة الدم والدين نحتاج يا قادة ويا أمراء  إلى ما هو أغلى  وأفضل من الشوكولاطة  نحتاج إلى توحيد الصف والكلمة والنظر إلى شعبكم فهو بحاجة إليكم لا للشوكولاتة  ولا للمكسرات الأجنبية  شعبكم يحتاج إلى مصالحة ,فمن أولى المصالحة أم الشوكولاطة   فى حين أن الفارق بينهما  شاسع  يا  سادة .

 الشوكولاطة  طعمها لذيذ وتسحر من يتلذذ على  تناولها خصوصا لو كانت مستوردة ومن النوع الفاخر  لكن سؤالنا الفلسطينى هل ستجلب لنا الشوكولاطة  التى يرغب  كل فلسطينى  بتذوقها  المصالحة ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!

 هنا  نقف وكلنا أمل أن تكون الشوكولاطة   بادرة من بوادر المصالحة التى تعس وتعب الشعب بإنتظار تحقيقها !!!!!لنوقع المصالحة ونبحث عن كل  بيت فلسطينى فقد شهيدا وأسيرا وجريحا  لنبحث عن  من فقد قوت يومه لأطفاله ,لنبحث عن أسر غزية يتهددها موت الفقر , هنا أستحلفكم يا متحاورين  بالله وقفة مع الذات الفلسطينى  أيباع  الدم الفلسطينى  مقابل تعصب هنا وهناك   ما هو الشىء التى تتنازعون عليه  حقا  فلسطين  بها الكثير من الكراسى المزكرشة تنتظركم !!!! شعبكم أعطى الشهيد ...الجريح ...الأسير ..  شعبكم هو من فقد بيته ومأواه  مقابل مصالحكم وأجنداتكم السياسية  ماذا تنتظرون  تنتظرون أن  يقضى على باقى شعبكم لتتصالحوا  إن أردتم الكرسى المزكرش  فالفلسطينى الحر الشريف النزيه متنازل لكم عنه  الذى قدم أغلى ما يملك  لأنه يعمل أن الكرسى  يفنى  ويبقى وجه ربنا المعبود هناك بالجنة  تنتظر فلسطين وأهلها الكراسى لا المزكرشة بل كراسى العزة والكرامة والفخار ,لا يغرنكم الحياة الدنيا يا متحاورين  وهنا نقول أن فلسطين أعطت  بما فيه الكفاية واكثر   وأنتم لازلتم تتحاورون وأين فى بيوت الغرب وفنادق العرب  نظرات التفاؤل والتشاؤم    بين الفلسطينيين كون أن إخوة الدم والدين  مختلفون على ماذا هذه المرة الله أعلم ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

  رغم الجرح الفلسطينى  الدفين الذى يختلج صدور واجساد الفلسطينيين إلا بارقة الأمل الفلسطينية تنتظر  تنظر من يأتى من هناك ويلعن المصالحة لا من أجل أحد بل من أجل شعبكم الذى  قدم ولازال يقدم  فعائلة السمونى ... وعائلة بعلوشة .. وعائلة ذيب  وكل العوائل لازالت  تنتظركم وكل من هتف بفلسطينيته أملا أن تتحقق المصالحة وقتها سينعم الفلسطينى بمذاق الشوكولاطة   التى ينتظرها .