كتب عدي جعار

إذا كانت هذه المشاركةِ الأولى لك في بطولة ما , فإن أقصى ما تتمناه الاكتفاء بشرف المحاولة , أو من الممكن أن يكون هدفك هو الخروج بأقل الخسائر , وفي أبعد الحالات يكون هدفك أن تترك بصمتك بهذه البطولة ولكن بعيداً عن الفوز بها لأنك حديث عهد بهذا . ولكن , هذا الحال لا ينطبق على شباب يطا , فإذا كان ذلك قانون , فهم القاعدة الشاذة عن هذا القانون . فما إن اقتربوا من الصعود رسمياً إلى دوري المحترفين , حتى باشروا بالبحث عن سبل المنافسة على اللقب من خلال سد الثغرات الموجودة بالفريق عن طريق التعاقد مع لاعبين كبار من الممكن أن يكون لهم أثر كبير في منافسة الفرسان على اللقب . فقبل أن تحط طائرة شباب يطا نفسها في مطار المحترفين , أقلعت طائرة الرئيس الفخري عدنان الجبور إلى اليونان , هناك في أثينا , من أجل إتمام صفقة التعاقد مع لاعب فلسطيني محترف بالدوري اليوناني . على العكس من معظم الفرق الفلسطينية التي تكتفي بالتسوق في الداخل الفلسطيني وتأتي بلاعبين بأجور باهظة , ولا يدركون بأن في القرى لاعبين لو اجتمعوا لشكلوا فريقاً ينافس على اللقب . هذا مع العلم وأن شباب يطا يحتل المركز الثاني في دوري الاحتراف الجزئي , وهو مركز يؤهله ليكون أحد المنافسين في دوري المحترفين بالموسم القادم .

وثمة صرخة تحذير أتوجه بها إلى هذا النادي , لاعبين وإدارة , من مغبة الاستهتار بأحد ومن الإفراط في التفاؤل , فجميع الفرق ذات شأن كبير, كيف لا وهي فرق الصفوة , وأفضل الفرق الموجودة على الساحة

وسيدخل نادي شباب يطا هذا المضمار بهمةٍ عاليه تعانق السماء , مسلح بترسانة من النجوم سواء من القدامى أو ممن تم التعاقد معه حديثاً , تشتم في أروقة هذا النادي حب عظيم يكنه لاعبوا تجاهه وانتماء كبير كانتماء المغترب إلى وطنه . وهناك اتفاق بين الأوساط الرياضية بأن جمهور شباب يطا سيكون إضافة قويه بحد ذاتها , بما تظهره من حب لهذا النادي وإخلاص له . ولعل هذه السطور يكون لها أثر كبير عند فرق حفظت دهاليز البطولة ولكنها طوال سنين مضت لم تفعل ما فعلته إدارة نادي شباب يطا وجمهوره من حب وإخلاص وتفاني بالعمل وبالنهاية أقول , من الغرابة بمكان أن نجزمُ قطعاً بأن فرسان الجنوب سيكون بطل الدوري أو أحد المنافسين , ولكن المؤكد بأن الموسم القادم سيشهد تنافساً ضارياً على اللقب , وسيزحزح الكثير من العروش التي صمدت طويلاً .

عدي جعار

الصفحة الشخصيه على الفيس بوك