كلمة رثاء للأحياء بعنوان

عذرا أحمد بقلم ياسر فقهاء

سبقتنا للحياة .. وبقينا أمواتا ننتظر الحياة ...

سيدي .. يا من بدأت بنا الحياة .. والأمل والطموح .. والرجولة والفداء ..

يا من كلّت منك رمال الصحراء وشوكها .. ولهيبها ونفط العرب .. وغازها وحقولها ..

يا من عرفتك جامعات الأمم حبا نابضا .. بادئا الحياة من كل جوانبها واتجاهاتها .. تصنع رجالا وقيما وأساطير وإبداع ..

عذرا أحمد لقد حققت بعض ما كنت تصبو له .. لكن الأمة غرقت في موتها .. في حياتها الدنيا والسفلى .. ولم تيأس .. ولم تيأس .. بل استمريت في عطائك ونشاطك وجدك وإخلاصك وعلومك وتعليمك يا خير معلم ..

اخترت أن تذهب عنا وتتركنا أمواتا .. وعز عليك ذلك ورحلت عنا وعن موتنا وذهبت للحياة الأبدية لتغرس لنا زهور الحياة وتقتلع أشواك موتنا .. عذرا أحمد وألف عذرا منك واليك والى كل أحرار الأمة ومبدعيها وعباقرتها .. أنت الأول وستبقى الأول في ادارة فنون الحياة الأبدية .. لقد آثرت أن تكمل المشوار من خلف الأسوار بل تركتنا نعاني الحصار والأسوار والحدود والتفرقة العنصرية وما نجم عنها من آلام وذل وعبودية وهبوط فكري وحضاري وسلوكي .. ذهبت هناك الى الحياة الخالدة من العبودية .. وكل أنواع الاضطهاد والتفرقة .. حيث العدل والمساواة والحرية .. لا بُأس وشقاء عند رحيم مقتدر يسمع ويعرف صبرك وصمودك وعزيمتك .. ويعرف أنك ما عملت من أجلك أبدا بل من أجل كل ميت في هذه الدنيا الميتة والفانية .. هنيئا لك وعذرا منك أبي وأخي وصديقي وحبيبي أحمد ...

تركتنا ولم يبقى بيننا أحمد ولا محمد ولا أسماء لامعة .. تركتنا أمواتا وذهبت حيا وحبا .. تمهد لنا حياة سرمدية .. وتوقظ الضمير الإنساني فينا لعلك تنعش القلب والعقل من الهلاك .. أعرفك صابرا مثابرا .. مخلصا

فاديا .. مضحيا فارسا .. وعملاقا .. تتصف بصفات الحياة الشجاعة والكريمة .. وعندما اختفت هذه الصفات اخترت الرحيل حيث توجد صفاتك وعزتك .. عذرا احمد والف عذر منك واليك .. أخي الصابر .. وستكون دوما الصابر والمحتسب لربك ودينك وقيمك .. واخلاقك وكرمك .. وحنانك ورقة احاسسيسك .. هنيئا لك ولمن تخلص وتعمل من أجلهم .. وحقا أنك لم ولن تنسى احدنا .. لأنك عملاق الأرض وخادمها .. وسيدها وشهيدها ان شاء الله .. رحمك الله أخانا وأبانا وصديقنا وحبيبنا .. أنت السابق للحياة وتركتنا أمواتا .. وتريد لنا الحياة والبقاء ..

أخوك المخلص وكل المخلصين أمثالك ومن يسيروا على دربك ودرب الأحرار ياسر فقهاء ..