تلفزيون السلام - في مدننا الفلسطينية وخصوصا لا حصرا مدينة طولكرم تستقبل شتاءً يبدو انه سخي بنعمة المطر هذا العام وان كان متأخرا في وقته.. والسؤال هنا هو كيف تحوّلت النعمة التي كنا قبل ايام نتلهف على القليل منها الى نقمة بانسداد مجاري تصريف المياه وتحول الساحات والطرق الى بحار وبرك مائية.

بعيداً عما تناقلته وسائل الإعلام من اخبار انسداد مجاري تصريف المياه وطوفان الطرق والمحلات بمياه الإمطار وما حدث من عرقلة للمرور وإيذاء المواطنين سنكتفي بعرض ما طرحه المواطن الذي اكتفى باسمه الاول "فخري" من مخيم نور شمس خلال حديثه لبرنامج على الطاولة الذي تبثه شبكة "معا" الإذاعية، والذي تحدث عما رأته عيناه من اختفاء مفاجئ لزفتة الشوارع على طريق نابلس- طولكرم (من منطقة زنوبا الى حارة السلام) في المنطقة القريبة من مخيم طولكرم، بالإضافة الى الحفر التي ظهرت بالأمس عند مداخل حارة البلاونة بالقرب من مخيم نور شمس، والترقيعات للحفر والعبّارات على مفرق كتابا والتي كشفت عن خلل غير مسبوق في البنية التحتية، كان اخرها ما حدث صباح الأمس من انزلاق سيارة شحن في نفس الحفرة التي تمثل عبّارة مكشوفة لم يتم التعامل معها بالصورة الصحيحة من قبل الجهات المختصة في المدينة، كما وتطرق المواطن الى عشرات اللافتات الحديدية والإعلانات التي تطايرت وكادت أن تعصف بحياة المواطنين لولا لطف الله.

وفي البحث عن اجابة لهذه القضية استضاف البرنامج المهندس رايق حمد مدير دائرة المياه والصرف الصحي في بلدية طولكرم والذي القى بالمسؤولية كاملة على إدارة "الاونروا" في مخيمات طولكرم، مبينا أن الأسباب الحقيقية لاختفاء الزفتة وهبوطها في تلك المنطقة يرجع لمياه الصرف الصحي التي تدفقت من مخيم طولكرم وخاصة في مدارس الوكالة واتت على الزفتة الجديدة التي وضعها المقاول على شارع نابلس طولكرم، اما مشكلة الحفرة التي تكونت على مدخل حارة البلاونه فقد ارجع الامر الى الميزانية المحدودة المخصصة لهذا الشارع مقارنه بالشوارع الرئيسية.

وبخصوص الحُفر الموجودة عند مفرق كتابا، اوضح حمد ان بلديته كانت قد قامت بعمل ترميم للطريق هناك، وفرّغت طواقمها لذلك، وأن العمل انتهى قبل أسبوع من بداية العواصف والإمطار بتمويل من سلطة المياه، لكن هذه المدة لم تكن كافية لتحمّل شدة الإمطار التي أزالت البعض من الزفتة في تلك المنطقة وكشفت عن فتحات العبّارات على المفرق.

وحمّل حمد المسؤولية لوكالة الغوث بقوله "اننا نطلب ونتمنى من ادارة وكالة الغوث في مخيم طولكرم تحمل مسؤوليتها الكاملة بخصوص مياه الصرف الصحي وخصوصا من حارة السلام التي تفشل أي عمل تقوم به البلدية"، على حد قوله.

وطالب حمد المواطنين تفهم احتياجات البلدة "الكبيرة" خلال هذه المرحلة الزمنية، مبينا ان طواقم البلدية لم تقصّر في عملها اثناء موجة الإمطار والعواصف والتي شهدت سقوط كمية كبيرة من المياه بلغت 24% من مياه الموسم خلال فترة اقل من 24 ساعة، وان مشكلة الصرف الصحي هي مشكلة مؤرقة للبلدية خصوصا في تلك المناطق القريبة من تجمعات المخيمات، واعدا ان يتم حل قضية العبّارات والحفر خلال الفترة القريبة القادمة، وقبل نهاية الموسم الحالي.