تلفزيون السلام - طولكرم - سامي الساعي - نفذت هيئة التوجيه السياسي والوطني في طولكرم، محاضرة تعبوية لمنتسبي الدفاع المدني في مقرهم بالمدينة، وذلك حول انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، تحدث فيها مفوض الدفاع المدني حكم خندقجي.

واستعرض خندقجي المراحل التي مرت بها حركة فتح قبل الرصاصة الأولى، ومنها مرحلة الوعي الوطني التي امتدت منذ عام 1948 وحتى 1956، حيث اخذ النهوض الوطني الفلسطيني يبرز من بين ركام الاضطهاد والقمع والقهر الاجتماعي والسياسي العربي والعالمي، وبدأت التجمعات الشبابية الفلسطينية المتحزبة لفلسطين بالظهور والانتشار، ولعبت رابطة الطلبة الفلسطينيين في القاهرة دوراً كبيراً في الاستقطاب للفكرة الوطنية الفلسطينية.
 
وتطرق خندقجي لمرحلة التكوين والتي امتدت من عام 1956 وحتى 1957، حيث اتسمت هذة المرحلة بنهوض عربي قومي، وتداعت مجموعة من الشباب الفلسطيني الى تكوين مقاومة شعبية للمحتل، وقامت تلك الدعوة على أساس ترك الحزبية لان المرحلة هي مرحلة تحرير وطني، واتفق هؤلاء الشباب على مبادىء جديدة انتقلت بالتدرج الزمني إلى حركة فتح عند إنشائها، وتلاقت أفكار هذة المجموعات المختلفة المتفرقة والموجودة في معظم أماكن التواجد الفلسطيني، ولم يكن من الممكن أن يتأخر موعد ولادة فتح عن هذة اللحظة التاريخية في نهاية 1957، لان ذلك يعني ضياع هذة الفرصة التاريخية خاصة في ظل الصعود الجارف للمد الناصري في أعقاب حرب 1956.

وأضاف خندقجي، ان تلك الفترة شهدت مداً بعثياً وقومياً، ومن هذا المنطلق فإن التأخير في اتخاذ القرار لنشأت فتح يمكن أن يضع مستقبل الإرادة الوطنية المستقلة في مهب الرياح السياسية المتصارعة في هذة المرحلة.
 
وتحدث خندقجي عن مرحلة النمو والبناء والتي امتدت من عام 1958 وحتى 1964، وهي المرحلة التي تنامي فيها العمل التنظيمي والسياسي والتعبوي للحركة، فكانت مرحلة بناء الكادر الفتحاوي المنظم والاستقطاب وزيادة عدد الأنصار والأصدقاء والارتباط بالجماهير وانطلاق الثورة في 1/1/1965.