( السياسة) بقلم (ياسر فقهاء ) 

السياسة
السياسه ...هو الوجه الآخر والوجه القبيح للفلسفه ..
الفلسفه ..بمعناها الصحيح والمختصر ..علم الحياة وقيادتها ..والتعاطي مع المتغيرات التي عادة يصنعها الانسان بعقله وحكمته وإدراكه وإبداعه ..فلا بد من فلسفة راقيه وقوانين متزنه ..تحكم وتنظم العلاقة مع النفس والآخر والبيئة وغيرها من الظواهر والنعم التي سخرها الخالق للإنسان الذي كرمه على سائر المخلوقات ..ليزداد رقيا وجمالا وحركة وتطور الى أن يصل أعلى درجات الحب والجمال والصدق والصداقة والتعاون والتعارف ..والأمن والسلام والعيش والاستقرار والتمتع بالحرية التي كفلها له السماء أي الخالق ..ليهنأ الإنسان بوجوده في الحياتين ..ويتمتع بالارض والفضاء والشجر والحجر والنبات والحيوان والزهور والورود ضمن فلسفة راقيه وقادره على تنمية كل هذه الاشكال ..والعمل على الاستفادة من اسباب الحياة وهو الماء والخضراء والهواء والنار والنور ..بما يخدم الانسانية سواء .. دون تفريق وتمييز بين شكل ولون ومذاق ..صغيرا أو كبيرا ..اسود ام أبيض ..رجلا او امرأه ..والحنان للمستضعفين في الارض من يحتاج الى المزيد من الحب والحنان واصحاب الاحتياجات الخاصة وغيرها الكثثر من المبادئ..والمثل الانسانية ..وعدم الاعتداء على النفس والغير ..والمحافظة على الاحياء ..وعدم زهق الارواح البريئة ..وسجن وتقييد حرية الكائنات..وغيرها الكثير من الجمال واكتشاف ما يسعد الانسان ويضيف الراحة والاستقرار ..

والوجه الثاني للفلسفه ..هو السياسه ..والسياسة هي مفاهيم وآراء كيف يستغل الصغير الكبير ويشرب من مائه ودمه ويأكل لحمه ويهشم عظامه ..وكيف تستولي الاقلية على الاغلبيه ..وكيف يأكل الجوع الشبع والحرمان يقضي على الخير ..والحقد يلغي الحب والحنان واللطف واستعمار الانفس والارواح لتصبح أرواح للضباع والوحوش الكاسره ..
ولقد غيرت السياسه مفاهيم الفلسفة الراقيه وسنت قوانين تحمل وجهان ..الاول يلمع وكأنه كصورة خياليه والآخر خشن ونجس ..يفتح المجال للصغار بالعدوان ومصادرة الحقوق ..وقد ألبسوها ثوبا من النزاهة ..ولمعت بأسوأ الوان القهر والاستغلال والعبوديه ..والهبوط ..
وهكذا تطورت الافراد والجماعات وحتى الدول على حساب الآخر وفرحه ..ليزرعوا البؤس والشقاء بديلا للحب والطهاره ..وقامت وتطورت حركات عدوانية تحت شتى الاسماء والمفاهيم وعجت السياسة بأسباب العنصرية والتمييز لتتراجع الفلسفة ويسطع لون القبح المسمى بالسياسة واسغلالها البشع للخيرات والانسان وكل ما اصابته العيون ووصلت له الايادي والأفواه ....