تلفزيون السلام - فلسطين : قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستتخذ خطوات سريعة لتفادي الضرر الذي عاشه الفلسطينيون في غزة منذ سنوات طويلة.

وأكد أردوغان ضرورة حل مشكلة البنية التحتية لشبكتي الكهرباء والماء في غزة، بموجب الاتفاق، "لأن الطاقة تُزوَّد أربع أو ست ساعات في اليوم، والظلام مخيم في أغلب الأوقات".

وأعلنت كل من تركيا و"إسرائيل"، أمس الاثنين، الاتفاق على نص تفاهم لإعادة تطبيع العلاقات الثنائية بينهما، بعد أكثر من ست سنوات من القطيعة.

وكانت توترت العلاقات بين تركيا و"إسرائيل" عقب هجوم البحرية الإسرائيلية على سفينة "مافي مرمرة" عام 2010، وهي في طريقها لكسر الحصار عن غزة، وقتلها عشرة نشطاء أتراك.

ولفت أردوغان إلى أنه اقترح إرسال سفينة قادرة على تزويد القطاع بالكهرباء، أو مده بالطاقة من محطة تشغلها ألمانيا في المنطقة، إضافة إلى تجديد بلاده لجميع الشبكات في غزة، موضحًا أن هذا الطلب أيضًا لقي قبولًا من "إسرائيل".

وقال: "المشكلة حاليًّا في الماء، ولهذا اقترحنا تحلية ماء البحر أو شراء الماء، أو التنقيب عنه، وهذا قبلوه أيضًا، بل إنهم أفادوا بإمكانية تقديمهم 50 مليون متر مكعب من الماء".

وأضاف "ستصل المساعدات، في المجالات الغذائية والصحية والسكنية والاحتياجات الرئيسية، إلى غزة عن طريق تركيا، وسنرسل قبل عيد الفطر سفينة تحمل 14 ألف طن من المساعدات".

حديث أردوغان جاء في كلمة ألقاها، مساء الاثنين، في مأدبة إفطار أعدتها الرئاسة التركية، لعدد من المواطنين في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، ونقلتها وكالة "الأناضول".

وأشار إلى أنه سيتم إنجاز مشروع المدينة الصناعية في جنين بالضفة الغربية المحتلة، حتى يستفيد منه الفلسطينيون.

وفيما يتعلق بمسيرة المفاوضات مع "إسرائيل"، قال أردوغان: "رفضنا لغاية اليوم أي شروط أو ضغوط من شأنها الإخلال بحقوق الفلسطينيين، أو إيذاء أرواح شهداء سفينة مافي مرمرة، ولن نقبل بذلك".

وقال إن العلاقات مع "إسرائيل" مرت بمرحلة عصيبة عقب حادثة استشهاد عشرة أتراك في الاعتداء على سفينة "مافي مرمرة"، التي كانت تحمل مساعدات للفلسطينيين عام 2010.

وأشار إلى أنه كانت هناك مبادرات، عقب الحادثة، من جانب العديد من الأطراف، وعلى رأسها الولايات المتحدة، من أجل تسوية القضية، مضيفًا: "من البداية قلت إنه يجب تحقيق ثلاثة شروط من أجل تسوية العلاقات مع إسرائيل. وهو ما قلته عندما كنت رئيسًا للوزراء، ورئيسًا للجمهورية".

وأوضح أن الشرط الأول كان تقديم "إسرائيل" اعتذاراً رسمياً لتركيا، مشيرًا أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي قدم شخصيًّا هذا الاعتذار لي، وشهد على ذلك الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عام 2013".

ولفت إلى أن الشرط الثاني كان "دفع إسرائيل تعويضات لذوي الأبرياء الذين استشهدوا في حادثة "مافي مرمرة"، وهذا الشرط، الذي تم التوافق عليه مبدئيًّا، وتحقق بعد التأكيد أن مبلغ التعويضات هو 20 مليون دولار"، موضحًا أن "إسرائيل" ستدفع مبلغ مليوني دولار لحساب يفتح في المصرف عن كل شهيد.

أما الشرط الثالث، فتمثل في رفع الحصار عن غزة لتحسين ظروف معيشة الفلسطينيين المقيمين في القطاع.

ولفت أنهم "في الوقت الذي يبذلون فيه جهودًا لحماية حقوق أخوتهم الفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية، فأنهم لم ينسوا أبداً مسألة القدس والمسجد الأقصى".