الأربعاء | 24/04/2024 - 10:51 صباحاً - بتوقيت القدس
تلفزيون السلام - فلسطين - عماد سعاده : قبل أكثر من عشرين عاما تقريبا، افتتحت بلدية نابلس شارع الحرية في المدينة كشارع حيوي، لتخفيف الضغط عن شارع فيصل الرئيسي، الذي يقطع المدينة من غربها الى شرقها. وقال خبراء ومهندسو البلدية آنذاك ان الشارع الجديد (الحرية) سيحل مشكلة المرور في نابلس لمدة عشرين عاما.
وعلى ما يبدو أن هذه التقديرات كانت دقيقة، فقد مرت نحو عشرين سنة على المدينة، كانت فيها الأزمة المرورية محتملة ومقدور عليها، لكن ما لم يجب عليه خبراء البلدية آنذاك هو السؤال: ماذا بعد العشرين عام؟ وهل من خطط لما بعد ذلك؟.
ويؤكد مراقبون أن الجهات المختصة وخلال العشرين سنة الماضية، لم تضع خططا استراتيجية لحل المشكلة المرورية في المدينة، وظلت المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم حتى وصلت اليوم حدا لا يطاق.
وقبل 6 سنوات تحديدا، تم افتتاح شارع النفق في مركز المدينة بكلفة 2.5 مليون دولار، ويربط هذا النفق بين المجمع التجاري في مركز المدينة، وخطوط النقل "السرفيس" للمنطقة الغربية من المدينة، ولكن مراقبين وسائقين ومواطنين يرون بان شارع النفق لم يحل المشكلة، ويعتقدون اصلا بأن انشاء المجمع التجاري في وسط المدينة كان خطأ جسيما، وأن هذا المشروع على أهميته كان يجب تنفيذه في منطقة بعيدة عن مركز المدينة، المكتظ اصلا.
خطة مرور جديدة
صباح، اليوم السبت، شرعت لجنة السير في محافظة نابلس، والتي تضم ممثلين عن البلدية، والمحافظة، وغرفة التجارة والصناعة، والشرطة، ووزارة المواصلات، ونقابة اصحاب شركات النقل الخاص (مكاتب التكسي)، والنقابة العامة لعمال النقل، بتطبيق خطة مرور جديدة في مركز المدينة، تم خلالها ادخال تعديلات على حركة المرور في عدد من الشوارع، وتثبيت اشارات ضوئية وشواخص جديدة، والغاء جزر ومفترقات واستحداث اخرى جديدة.
وتتلخص بنود هذه الخطة المعدة بشكل خاص لشارعي "عمر المختار" و "حطين" وعدد من المفترقات في مركز المدينة، في تغيير اتجاه شارع عمر المختار صعودا نحو الشمال، مع ابقاء مسلك نزول لدخول السيارات لمواقف المجمع، وتغيير اتجاه شارع حطين ليصبح نزولا نحو الجنوب، بالإضافة إلى السماح بالالتفاف بشكل حذوة فرس من دخلة المستشفى الوطني للدخول لمنطقة المجمع التجاري باتجاه الدوار.
كما تتضمن الخطة العمل على إغلاق فتحة الجزيرة المقابلة لشارع عمر المختار أمام حركة المركبات، والعمل على تغيير ممر عبور المشاة من أمام البلدية ومبنى البريد.
الخطة تحل 25% من الازمة المرورية وسط المدينة
وقال رئيس لجنة بلدية نابلس ووزير المواصلات، المهندس سميح طبيلة بأن هذه الخطة ليست تجريبية، وانما ستكون دائمة، مع امكانية اجراء بعض التعديلات وفقا للحاجة، موضحا انها ذات مستوى عالٍ ووضعها خبراء ومهندسون بالتشاور مع الجهات ذات العلاقة، وقد تمت المصادقة عليها من المجلس الاستشاري للبلدية.
واضاف ان الهدف من الخطة الجديدة هو العمل على تخفيف الاختناقات المرورية في منطقة مركز المدينة، وتسهيل حركة المركبات والمشاة بشكل انسيابي ومريح بهدف الوصول إلى وجهاتهم بسهولة ويسر، متوقعا ان تحل نحو 25% من الأزمة المرورية في مركز المدينة، ومؤكدا أنه بالطبع ليست عصا سحرية لحل الازمة بمجملها.
مرحلة اخرى
من ناحيته، قال رئيس نقابة اصحاب مكاتب التكاسي، أنور الباقة: " لقد طالبنا منذ زمن بتطبيق هذه الخطة التي ستشساهم في اختصار الوقت والجهد امام السائقين". واضاف أن المطلوب من جميع السائقين والمواطنين التقيد بالخطة الجديدة، واستخدام المسالك كما هو مطلوب والتقيد بشواخص المرور، والوقوف في الاماكن المحددة، اضافة الى معالجة مشكلة وقوف العربات المتنقلة وانتشار البسطات وازالة التعديات عن الارصفة، وذلك كجزء من حل الازمة المرورية في المدينة.
واشار الباقة الى أن هناك مرحلة اخرى من الخطة سيتم خلالها وضع حواف معدنية "درابزين" للعديد من الشوارع، لتنظيم حركة السيارات والمواطنين وتوفير الحماية للجميع.
غياب ثقافة الالتزام بالقانون
وكان مسؤولون في الشرطة قد اشاروا في اكثر من تصريح ومقابلة صحافية، الى ان من أسباب تفاقم الازمة المرورية في نابلس هو غياب ثقافة الالتزام بالقانون، يضاف الى ذلك النقص في عدد افراد شرطة المرور، والذي لا يعفي المواطنين من الالتزام ذاتيا بتطبيق القانون. وأوضحوا كذلك أن من الاسباب الاخرىضعف البنية التحتية، وازدياد عدد المركبات باضطراد، وتدفق الزوار من داخل الخط الاخضر او المحافظات الاخرى الى المدينة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لفلسطين.
جغرافية نابلس جزء من المشكلة
ويجمع مراقبون وخبراء على أن جغرافية مدينة نابلس وطبيعتها الجبلية، هي من الاسباب التي تحول دون حل جذري لمشاكلها المرورية، فشوارعها محصورة بين جبلي "عيبال" و"جرزيم"، اللذين يحيطان بالمدينة من الشمال والجنوب، كما ان سيطرة الاحتلال على قمتي الجبلين، واعتبارهما ضمن المنطقة "ج" الخاضعة أمنيا للسيطرة الاسرائيلية، يحول دون شق شوارع في الجبلين لتخفيف الضغط المروري عن مركز المدينة.
الحاجة لخطة استراتيجية
ومع تطبيق الخطة المرورية الجديدة، يلحظ هناك انقسام بالرأي ما بين مؤيد ومعارض، بين من يرى فيها حلا مؤقتا، ومن يراها مثل النفخ في قربة فارغة، وبين هذا وذاك هناك من يؤكد ان المدينة باتت بحاجة الى ما هو أكثر من خطة مرور جزئية ومؤقتة، فهي بحاجة ماسة لخطة مرور استراتيجية وشاملة، قوامها بناء شبكات من الانفاق والجسور، وتحويل بعض المسارات والمواقف بعيدا عن مركز المدينة.
الفجر | 04:32 |
الظهر | 12:38 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:15 |
العشاء | 08:43 |