الأخبار :
خبر عاجل
للأخبار العاجلة لحظة بلحظة عبر قناتنا على تلجرام : Salamtv1
كارثةٌ باتجاهين ـ الكاتب: عزيز العصا
الجمعة | 26/02/2010 - 04:34 مساءاً

كارثةٌ باتجاهين ـ الكاتب: عزيز العصا


لا شك في أن حالنا لا يسر فلسطينياً عاقلاً، بالغاً، سوياً. ولا يريح عربياً يعتز بانتمائه لأمته، أو مسلماً يرى بأن الإسلام الذي يضئ جنبات الكرة الأرضية انبثق شعاعه على يدي النبي العربي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، أو مسيحياً يرنو إلى فلسطين التي تحتضن مهد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.. كما أن حالنا يؤرق الشهيد في مثواه، ويؤلم الأسير في عرينه، ويصب "الملح" فوق جراحِ من نَزَفَ دفاعاً عن الوطنِ عندما ادلهَمَّ الخَطبُ علينا وعندما اجتاحنا طوفان الاحتلال الغاشم. فحالنا يشهد من الأحداث والحوادث والمفاجآت (غير السارة) ما يشبه الطوفان عندما يباغت القوم وهم نيام..


فالفتنة التي فتتت الوطن وشرذمته ومزقت شرعياته، حولته من صقر جارح يأتي بمؤونته من أفواه الأسود وتخشاه طيور الأرض كافة، إلى عصفور عجوز لا يقوى على تناول حبة القمح، إن وُجِدت. والعبث بالحرية الفكرية والأيديولوجية، التي تمارس بحق أبنائنا وبناتنا ورجالنا ونسائنا في أرجاء الوطن، حولتنا من أجواء القيم والمثل العليا التي حكمت تصرفاتنا عبر عشرات العقود الماضية، إلى ممارسة لعبة يسودها الحقد الدفين، ويحرك حجارتها روح التآمر على الآخر لإقصائه وتخوينه وتكفيره وإخراجه من الملة..

في هذه الأجواء افتقدنا آلاف الشهداء من أطفالٍ وشيوخٍ ونساءٍ وفتيةٍ وشبابٍ، معظمهم من قضى وهو بين أهله وذويه، ومنهم من قضى وهو يُفَتِّشُ عن مكانٍ آمنٍ يؤوي إليه.. وفي هذه الأجواء دمرت غزة فوق رؤوس ساكنيها، وتفحم الشجر والحجر.. وفي هذه الأجواء اغتيل أبناؤنا في نابلس: رائد عبد الجبار السركجي، و غسان أبو شرخ، وعنان صبح.. الذين قضوا وهم في عمر العطاء، أواخر العام الماضي 2009 وهم نيام بين أطفالهم.. وفي هذه الأجواء أيضا اجتمعت أمم مختلفة لتنقض على الشهيد محمود المبحوح وهو في عقر بيته الثاني في دبي.. تلك الخسائر التي لن يعوضنا عنها قرارات الأمم المتحدة، ولا مؤتمرات القمم العربية أو الاسلامية، ولا جولدستون الذي اختلفنا عليه، واختلفنا معه واختلفنا حوله..!!

ولعله من المضحك المبكي أن نبتلى بما يثير فتناً من نوعٍ آخر، وهي من النوع الذي يكشف سوءاتِ الناسِ، ويجعل كرامتهم وحرياتهم في مهب رياح لاعبين لا يرعون فينا إلاً ولا ذمة.. ورغم علم هؤلاء بأن "البيوت أسرار"، ورغم علمهم بالقاعدة الفقهية "إذا بليتم فاستتروا"، إلا أن أسرار البيوت بيعت لمن ليس لهم عهد ولا ميثاق، ولمن يجعل منها شماعة يُعَلقُ عليها مبرراتِ عدوانهِ اليومي على إنساننا وأرضنا.

بهذا، نجد أنفسنا أمام كارثة بكل الاتجاهات، أقل ما يمكن أن يُقال عنها أنها تشكل تهديداً حقيقياً للثوابت والهوية ومستقبل الأجيال القادمة. لذلك، ولأن الأمانة تقتضي أن نقول كلمة حق في وجهِ كل من يَصُب الزيت على النيرانِ التي تجزئ المجزأ من الوطن، وتفتت المفتت، وتهدد القيم والمثل العليا لشعبنا، فإنني أتوجه إلى من يهمه الأمر، بما يلي:

· إلى كل من يتحدث باسم قبيلةٍ أو عشيرةٍ أو فصيلٍ أن يحترم عقولنا، عندما يتحدث باللغة العربية الفصحى، فنحن ندرك كل ما يقوله. وعليه، فإننا نؤكد على أن قاتلي الشهيد المبحوح ليسوا فلسطينيين ولا عرباً، بل أن الموساد هو المتهم الرئيسي والوحيد.. والخيانة صفة لحاملها؛ ولا يجوز أن تلصق بشعب مكافح يذود عن وجدوده وعزته وكرامتها، ولا لعائلة أو جهة أو فصيل أو جهاز أمن.. فلكلٍ من هؤلاء رصيد في الدفاع عن الوطن، بالغالي والنفيس، لا يمتلك أحد حق العبث فيه.

· إلى كل من يعيق خطوات المصالحة، ويسارع للتشكيك في كل نشاطٍ أو فعاليةٍ تعززها وتُعَجِّلُ في تحقيقها.. وإلى كل راغبٍ عن المصالحة ومتضرر منها، نقول: إن المصالحة ستتحقق، إن شاء الله، شاء من شاء وأبى من أبى لأنها إرادة عقلاء شعبنا وأمتنا.. وأنها تحظى بالرعاية والاهتمام الواضح والصريح من الأخ الرئيس محمود عباس بإرساله الأخ نبيل شعث إلى جنوب الوطن، وهو القائد الفلسطيني الذي أعاد لنا الأنفاس بتصريحاته الوطنية التي أعادت الروح لجناحي الوطن..

· تقتضي الرجولة أن نحفظ للبيوت أسرارها.. وإلى من يمتهنون كشف أسرار البيوت "بالتصنت" أو بغيره، تحت عناوين مختلفة، نقول: نستحلفكم بالله أن تنظروا إلى الوطن على أنه أكبر منكم ومن أسراركم التي اختلستموها بغير وجه حق.. وإذا كان لا بد من استخدامها فلتستخدم من أجل التقييم والتقويم، عبر القنوات الوطنية الصحيحة، لا أن تُباع لمن يسومنا سوء العذاب الجسدي والنفسي.. وإلى من يمارسون العيب، خلسة أو علناً من رسميين وغير رسميين، نقول: احفظوا خصوصياتكم، وارحموا هذا الوطن المستهدف، من كل الاتجاهات، والذي تحملونه نياشين على أكتافكم.

بقي أن نقول بأن أحولنا التي نعيشها، ما هي إلا سحابة صيف ستلقي بمحتوياتها على رأس كل من لا يريحه تماسك الوطن وتعاضده ووحدته المادية والوجدانية.. فنحن شعب يتقن أبناؤه قواعد اللعبة الوطنية التي تصان فيها حرية الفرد، وتطلق يده في الدفاع عن وطنه، وتحرم سفك الدماء.. لعبة يسود فيها روح الحوار القائم على احترام الآخر والاعتراف بوجوده الوطني والفكري، مهما اختلفنا معه.. لعبة تقوم على قاعدة أن تناقضنا لم يكن يوماً إلا مع الاحتلال ورموزه وإفرازاته المباشرة وغير المباشرة، وما عدا ذلك فهو قابل للنقاش بلا تكفيرٍ أو تخوينٍ أو إقصاءٍ..

وبغير ذلك فإننا سنكون في ظل كارثة تسير باتجاهين، وتمتد نيرانها لتأكل أخضر فلسطين ويابسها.. نيران تلتهم التاريخ والجغرافيا والقيم والمثل التي قضى أجدادنا وهم يعضون عليها بالنواجذ.

العبيدية، 19/2/2010م

[email protected]





التعليـــقات

اعلان خارجي
 
طقس فلسطين

أوقات الصلاة
الفجر 04:39
الظهر 12:39
العصر 04:17
المغرب 07:11
العشاء 08:38
استفتاء السلام
هل تتوقع وصول العالم للقاح فعال ضد فيروس كورونا؟
0
0

ينتهي التصويت بتاريخ 22/04/2020

دراسة حديثة: النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال.. والسبب "غر ...
تلفزيون السلام - فلسطين - كشفت دراسة علمية بريطانية حديثة، أن النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال، ...
سبعة اسباب مذهلة تجعلك تشرب القهوة يوميا
تلفزيون السلام - فلسطين :تعد القهوة المشروب الرئيسي عن الكثيرين، فشرب فنجان قهوة في الصباح، خاصة في ...
دراسة: القهوة تقي من مشاكل الكبد مع التقدم في العمر
تلفزيون السلام - فلسطين :  خلصت دراسة إلى أن شرب القهوة يقي من مشاكل الكبد في المراحل ...
كيف تحضر جسمك لصيام سهل؟
تلفزيون السلام - فلسطين :  تفصلنا أيام قليلة على شهر رمضان، فترة يفضل أن يتم استغلالها لتهيئ ...
الغذاء السليم والرياضة وجهان لعملة واحدة مع المدرب الرياضي و ...
تلفزيون السلام - فلسطين :  كثيرٌ ما يدور في جَعبَتنا ويلمع في أذهاننا موضوع الحفاظ على الرشاقة ...