الخميس | 28/03/2024 - 02:54 مساءاً - بتوقيت القدس
ربما لا حق لي بتوجيه الانتقاد أو المديح لمهرجان حرب الألوان الذي أقيم في رام الله ، كون المهرجان لن يعود عليّ ذاتياُ بالضرر أو النفع ، ولكن هذا الكم الهائل من التعليقات والمهاجَمة لمنسقّي المهرجان وللأشخاص الذين احتفلوا فيه ، أمرٌ مثير للاستفزاز !!
فالبعض يقول أن الأوْلى من هكذا تجمع وجهور غفير لإقامة تفاهة مقلّدة للهنود هو أن نتجمّع من أجل الأسرى أو الشهداء والكثير من القضايا التي تستحق !! البعض مدح الفكرة ولكن لم تعجبه طريقة التنفيذ !!
حسناً ، التقليد الأعمى ليس جديداً علينا كوننا شعب يفقد مقومات التطور والتحضر ، وأعتقد أن أحد أهم أسباب فقدانه لهذه المقومات هو الشعب نفسه ، الأفراد بذاتهم ! لننسَ ذلك ونعُد لموضوعنا الأساسي
أجل نحن بارعون بالتقليد ، ألم نكتب اللغة الإنجليزية المعربة ! ليس تقليداً ؟ حسناً ألم نفتتح محلات صينية تقدم وجبات صينية ونتناولها بمعالقهم ! ليس تقليداً ؟ آآه لم أنتبه أنك حين تضع "تشيك إن" على صفحتك الشخصية أنك في(المطعم الصيني) في نابلس فإنك ستكون شخصاً فريداً ذا برستيج عالي في مجتمعك !!
أعلم أنك عزيزي الناقد ستقول أن الشهيد لن يجف ترابه بعد ولم يمضِ أربعون الرضيع ، حسناً أخبرني ماذا فعلتَ أنت لهم ! أتظن أن أم الشهيد لا تضحك ! الحياة تجري والأيام مستمرة وفي نهاية كل سنة نشتري تقويم سنة أخرى وتمر الساعات بشكل طبيعي جداً ...! أم الشهيد ، ام الأسير أم الرضيع لن يشعر بها سوى من ذاق ألمها وأمهات فلسطين يا عزيزي تزغرد بجنازة وليدها ، فلا أظن أن سعادة أبناء مدينتها سيعيقها عن طقوسها في البكاء يومياً ،
عفواً .. أنا لا أحرض على عدم الشعور بهنّ !!
ولكن لا أريد منك قول ما ليس لك به من علم ،
نجن لا نستطيع الاستغناء عن الابتسامة أو الضحك ، الأيام تتقلب وتدور علينا ، لم لا نستغل لحظات الفرح والتقاط الصور للأفواهنا المنفرجة ! لم لا نقوَ بضحكاتنا لعلها كانت سلاح من نوع آخر أمام عدوّنا ؟ ولنأخذ الأسرى لحظة اعتقالهم قدوة .
ربما طريقة الإحتفال كانت غريبة ، ولنقل أنها خارجة عن المألوف ولكنها في المقابل طريفة ، أسعدت من شارك بها
لحظة ! لحظة !
أتظن أن المشاركين لا يملكون أحزاناً !! أم أنهم كانو بحاجة ماسة لهكذا مهرجان لتفجير طاقاتهم المكبوتة ؟ لك حريّة الإجابة smile رمز تعبيري
حرب الألوان ليست حرباً حقيقة يا سادة يا كرام وقد لاقت هذا الكم الهائل من الانتقادات والشتائم ، ولكن ماذا عن الحرب الذي تحمل لوناً واحداً وما منحناها سوى الحوقلة والحسبنة من وراء شاشاتٍ صغيرة وتحت سقفٍ مصقول وعقولٍ فارغة !
وأنا أوّلكم
لينا لفداوي
الفجر | 05:10 |
الظهر | 12:44 |
العصر | 04:15 |
المغرب | 06:56 |
العشاء | 08:19 |